Wednesday, June 26, 2024

جريدة دولة العلوييّن الرسميّة. السنة الثالثة، العدد الثامن عشر


 

اللاذقيّة. الثلاثون من نيسان أبريل عام ١٩٢٧



الموجز



إدارة المندوب السامي


المرسوم رقم ٩٢٩ الصادر في التاسع والعشرين من آذار مارس عام ١٩٢٧:

التصديق على ضرائب البثّ البرقي لمحطّة بيروت الساحليّة للاتّصالات اللاسلكيّة. 

المرسوم رقم ٩٣٧ الصادر في الحادي والثلاثين من آذار مارس عام ١٩٢٧:

تحديد أسلوب تحويل النقد الأجنبي إلى نقد قانوني بهدف جباية مختلف الضرائب. 

المرسوم رقم ٩٥١ الصادر في الثامن من نيسان أبريل عام ١٩٢٧:

متعلّق بتعديل تشكيل محكمة النزاعات Tribunal des conflits

المرسوم رقم ٩٥٤ الصادر في التاسع من نيسان أبريل عام ١٩٢٧:

إعفاء خدمات جنود جيش المشرق الفرنسيّين من دفع أي عربون أو ضمانات مسبقاً لدى تسجيل قضايا أو دعاوي يرفعونها. 

 


حكومة الدولة


الإدارة العامّة

القرار رقم ٣٠٠٣ الصادر في التاسع والعشرين من نيسان أبريل عام ١٩٢٧:

فرض غرامة جماعيّة على قرية الهنّادي Hennadé بسبب أضرار أصابت الزراعة. 


الخدمات الاقتصاديّة 

القرار رقم ٢٩٩٨ الصادر في التاسع عشر من نيسان أبريل عام ١٩٢٧:

فرض تطبيق نظام مكافحة السونة في مديريّة مصياف. 


الموظّفون

الترشيحات، الاذونات، النقل، إلى آخره. 

ذخائر وكنيسة يوحنّا المعمدان في المصادر المسيحيّة

 

ويليبالد

لا يوجد ذرّة من الشكّ أنّ كنيسةً احتلّت المكان الذي شغله الحرم الروماني temenos سابقاً ويشغله الجامع الأموي حاليّاً كليّاً أو جزئيّاً (الاحتمال الثاني هو الأرجح). 


المشكلة أنّ ما نجهله عن هذه الكنيسة أكثر بكثير ممّا نعرفه:   


- هيئتها وعمارتها: كنيسة ملكيّة basilica أفقيّة التوجّه أم بناء مرتفع كما جرت العادة في قدس أقداس cella المعابد الوثنيّة؟

موقعها

- تاريخ بنائها (يرى Dussaud بوجود مرحلة أو كنيسة أولى وكنيسة ثانية) . 

- اسمها وهو موضوع اليوم الذي اقتبسته مع الاختزال والتصرّف بدايةً من الصفحة ١٠٢ - ١٠٣ من كتاب الدكتور آلان جورج.


لا نملك، إذا سلّمنا أنّ الكنيسة التي بُنيَت ضمن جدران الهيكل الروماني كانت أهمّ دور العبادة المسيحيّة في دمشق، إلّا الدهشة إزاء الصمت شبه المطبق عنها في المصادر المسيحيّة قبل الإسلام


الكنيسة بالكاد مذكورة في كتابات روّاد المؤرّخين والرحّالة المسيحييّن وهي من الأقدم إلى الأحدث:



حاجّ پياسنزا (حوالي ٥٧٠ للميلاد):

"ومن هناك عبرنا الجليل وأتينا إلى دمشق. يوجد دير في نقطة العلّام الثانية حيث تحوّل القدّيس بولس (إلى المسيحيّة) في الشارع المستقيم حيث اجتُرِحَت معجزاتٌ كثيرة. رحلنا من هذا المكان إلى مدينة الشمس (بعلبك) ومنها إلى حمص حيث يوجد رأس يوحنّا المعمدان محفوظاً في إناءٍ زجاجيٍّ رأيناه بأعيننا وصلّينا عليه".

الحاجّ إذاً ذكر ذخيرة المعمدان في حمص وليس في دمشق رغم أنّه زار الاثنتين.



- أخبار الفصح (القرن السابع الميلادي: انظر Whitby صفحة ٣٧):

في عهد يوليان المرتدّ أو الجاحد (٣٦٠ - ٣٦٣ للميلاد): "نبشوا في فلسطين رفات القدّيس يوحنّا المعمدان من مثواه في سبسطية وبعثروها".

مرّة ثانية لا ذكر ليوحنّا المعمدان في دمشق. 


- الحاجّ الإنجليزي Willibald (٧٠٠ - ٧٨٧ للميلاد): 

"سافروا مائة ميل إلى دمشق حيث يرقد جسم القدّيس حنانيا وأقاموا فيها أسبوعاً. يوجد على بعد ميلين كنيسةٌ على الموقع الذي تحوّل فيه القدّيس بولس إلى الدين الجديد".  

يُفهم من سياق الكلام وجود ذخائر في دمشق لحنانيا وليس يوحنّا. بيد أنّ Willibald ذكر أيضاً كنيسةً للمعمدان بنتها القدّيسة هيلانة (أمّ قسطنطين الكبير) في حمص تحديداً.   





- الأسقف البيزنطي ثيوفان المعترف (٧٦٠ - ٨١٧ للميلاد) في أخباره تحت العام ٦٢٥٢ من التقويم البيزنطي (الموافق ٧٦٠ - ٧٦١ للميلاد)

"نُقِلَ رأس القدّيس يوحنّا المعمدان من دير مار سابا إلى كنيستِهِ الشهيرة في حمص".

الكلام عن القدس ومنها انتقلت الذخيرة إلى حمص دون أدنى ذكر لدمشق. 


مع ذلك كتب Dussaud (صفحة ٢٣٦ - ٢٣٧) ما مفاده أنّ كنيسة دمشق كُرِّسَت ليوحنّا المعمدان قبل فترة قصيرة من الفتح الإسلامي مع رواياتٍ تقول بتواجد الذخيرة في دمشق (ودون أن تتخلّى حمص عن ادّعاءاتها) بيد أنّ العالِم الفرنسي الشهير استند في زعمِهِ إلى نصّ لاتيني عن الذخائر يعود إلى عام ١٧٠٧ للميلاد ولا يذكر دمشق إلّا في سياق الفتح الإسلامي دون التعرّض لوجود الذخائر فيها.  


خلاصة الكلام: ليس في المصادر المسيحيّة قبل الإسلام وحتّى بناء الجامع الأموي على الأقلّ ما يشير إلى وجود ذخائر القدّيس يوحنّا في دمشق بَلْهَ تكريس الكنيسة الملكيّة له وتسميتها على اسمه.













Alain GeorgeThe Umayyad Mosque of Damascus. Art, Faith and Empire in Early Islam. Gingko, 2021




Tuesday, June 25, 2024

جريدة دولة العلوييّن الرسميّة. السنة الثالثة، العدد السابع عشر




اللاذقيّة. الثالث والعشرون من نيسان أبريل عام ١٩٢٧



الموجز



إدارة المندوب السامي


المرسوم رقم ٧٩٤ الصادر في الخامس عشر من شباط فبراير عام ١٩٢٧:

تحديد ضرائب البثّ البرقي الإضافيّة على البرقيّات التي تستعمل شبكة الجيش لإرسال البرقيّات.

المرسوم رقم ٨٨٤ الصادر في الحادي والعشرين من آذار مارس عام ١٩٢٧:

متعلّق بتحصيل الديون titres de perceptions المنصوص عليها في المرسوم رقم ٢٩٦ الصادر في الخامس عشر من أيّار مايو عام ١٩٢٦ ورقم ٦٢٥ الصادر في السادس والعشرين من تشرين ثاني نوڤمبر عام ١٩٢٦. 

المرسوم رقم ٩٥٢ الصادر في الثامن من نيسان أبريل عام ١٩٢٧:

تعديل تدابير المادّة الثالثة والعشرين من المرسوم رقم ١٨٦ الصادر في الخامس عشر من آذار مارس عام  ١٩٢٦. 



حكومة الدولة


الإدارة العامّة

المرسوم رقم ١٤٣٣ الصادر في العشرين من نيسان أبريل عام ١٩٢٧:

التصديق على مخطّط ترسيم أرض بلديّة الحفّة. 

المرسوم رقم ١٤٣٧ الصادر في الثاني والعشرين من نيسان أبريل عام ١٩٢٧:

تحويل أرصدة إلى ميزانيّة بلديّة جبلة. 

القرار رقم ٢٩٨٥ الصادر في الثاني والعشرين من نيسان أبريل عام ١٩٢٧:

افتتاح محلّ لبيع المشروبات غير الكحوليّة في اللاذقيّة. 


الخدمات الماليّة

المرسوم رقم ١٤٣٤ الصادر في العشرين من نيسان أبريل عام ١٩٢٧:

تحديد تواريخ افتتاح وإغلاق تقديم العروض adjudications على ضريبة dîme الشرانق والحرير للعام ١٩٢٧. 

المرسوم رقم ١٤٣٥ الصادر في العشرين من نيسان أبريل عام ١٩٢٧:

تعيين اللجنة المكلّفة بالنظر في عروض ضريبة الحرير في دولة العلوييّن. 

القرار رقم ٢٩٨٢ الصادر في العشرين من نيسان أبريل عام ١٩٢٧:

تعيين لجنة مؤقّتة جديدة للترسيم. 



المرسوم رقم ١٤٣٦ الصادر في الحادي والعشرين من نيسان أبريل عام ١٩٢٧:

سريان تدابير مرسوم المندوب السامي رقم ٥١٢ على كافّة عمليّات الإحصاء والترسيم. 


الخدمات الاقتصاديّة 

القرار رقم ٢٩٧٩ الصادر في التاسع عشر من نيسان أبريل عام ١٩٢٧:

إلغاء منحة طالب في المدرسة التطبيقيّة للزراعة في بوقا. 

القرار رقم ٢٩٨٠ الصادر في التاسع عشر من نيسان أبريل عام ١٩٢٧:

منح عطلة ستّة أيّام لطلّاب المدرسة التطبيقيّة للزراعة في بوقا. 


التعليم

القرار رقم ٢٩٨٣ الصادر في العشرين من نيسان أبريل عام ١٩٢٧:

تحديد العطل المدرسيّة. 


البريد والبرق

المرسوم رقم ١٤٣٨ الصادر في الثالث والعشرين من نيسان أبريل عام ١٩٢٧:

التصريح لأعمال إنشاء الخطّ الكهربائي المارّ من بيروت إلى اسطمبول في مدينة اللاذقيّة. 


الموظّفون

الترشيحات، الاذونات، النقل، إلى آخره. 


معلومات وإشعارات

أبراج هيكل المشتري وصوامع جامع بني أميّة الكبير

 


حاول الدكتور آلان جورج (صفحة ٩٧ - ١٠٠) تقصّي عمليّة تحوّل أبراج زوايا الهيكل الروماني temenos إلى مآذن الجامع الأموي عَبْرَ المصادر العربيّة التالية من الأقدم إلى الأحدث:


مسلم بن الحجّاج (صاحب "صحيح مسلم" وفيّات حوالي ٨٧٥ للميلاد):

" فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح ابن مريم فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق".

ليس من الواضح إذا كانت المئذنة أو "المنارة البيضاء" هي مئذنة الجامع الأموي الجنوبيّة الشرقيّة (مئذنة عيسى) أم مئذنة لدى الباب الشرقي.


- ابن الفقيه (وفيّات حوالي ٩٥١؛ صاحب "كتاب البلدان" الذي ألّفه نحو عام ٨٩٢ للميلاد):  

"المئذنة التي بدمشق كانت ناطوراً للروم في كنيسة يحيى". 

الكلام هنا عن مئذنة واحدة فقط (يراقب منها ناطور) وليس ثلاث مآذن. 


- المسعودي (٨٩٦ -٩٥٦ للميلاد في "مروج الذهب ومعادن الجوهر"):  

"وقد كان مسجد دمشق قبل ظهور النصرانية هيكلاً عظيماً فيه التماثيل والأصنام على رأس منارته تماثيل منصوبة، وقد كان بُني على اسم المشتري وطالع سعد، ثم ظهرت النصرانيّة فجعلته كنيسةً، وظهر الإسلام فجُعِل مسجداً، وأحكم بناءه الوليدُ ابن عبد الملك، والصوامع منه لم تُغيّر، وهي منائر الأذان إلى هذا الوقت" .

لم يحدّد المسعودي عدد الصوامع (المآذن) ولكن يُفْهَم ضمناً من كلامه وجود ثلاثٍ منها على الأقلّ وعلى اعتبار أنّها "لم تُغَيّر" بعد الإسلام فهناك احتمال تحويل أبراج زوايا الهيكل الأربع إلى مآذن. 


- ابن عساكر (١١٠٥ - ١١٧٦ للميلاد في "تاريخ مدينة دمشق" الجزء الثاني):

"لما اهتمّ الوليد بن عبد الملك بهدم كنيسة يوحنّا ليهدمها ويزيدها في المسجد دخل الكنيسة ثم صعد منارة ذات الأضالع المعروفة بالساعات وفيها راهب يأوي إلى صومعة له فأحدره من الصومعة فأكثر الراهب كلامه فلم تزل يد الوليد في قفاه حتى أحدره من المنارة".  

لربّما كان الكلام عن المئذنة الجنوبيّة الغربيّة على اعتبار أنّ باب الساعات الأصلي تواجد في القسم الغربي من الجدار الجنوبي للجامع كما نوّه الدكتور Flood


ابن جبير (زار دمشق عام ١١٨٤ للميلاد في كتاب "رحلة" ابن جبير): 

"للجامع ثلاث صوامع، واحدة في الجانب الغربي وهي كالبرج المشيّد يحتوي على مساكن متّسعة وزوايا فسيحة راجعة كلها إلى أغلاق يسكنها أقوام من الغرباء أهل الخير والبيت الأعلى منها، كان معتكف أبي حامد الغزالي رحمه الله ويسكنه اليوم الفقيه الزاهد أبو عبد الله بن سعيد من أهل قلعة يحصب المنسوبة لهم وثانية بالجانب الغربي على هذه الصفة وثالثة بالجانب الشمالي على الباب المعروف بباب الناطفييّن".

ارتكب ابن جبير على الأرجح غلطة سهو عندما ذكر "صومعتين" في الجانب الغربي. 


ابن كثير (١٣٠٠ -١٣٧٣ للميلاد في "البداية والنهاية"):

"وبنى الوليد المنارة الشماليّة التي يُقال لها مأذنة العروس، فأما الشرقيّة والغربيّة فكانتا فيه قبل ذلك بدهورٍ متطاولة، وقد كان في كل زاوية من هذا المعبد صومعة شاهقة جداً، بنتها اليونان لرصد، ثم بعد ذلك سقطت الشماليّتان وبقيت القبليّتان إلى الآن، وقد أُحرِق بعض الشرقيّة بعد الأربعين وسبعمائة، فنُقِضت وجُدّد بناؤها من أموال النصارى، حيث اتُّهِموا بحريقها، فقامت على أحسن الاشكال، بيضاء بذاتها وهي والله أعلم الشرفة التي ينزل عليها عيسى بن مريم في آخر الزمان بعد خروج الدجّال، كما ثبت ذلك في صحيح مسلم عن النواس بن سمعان.

قلت: ثم أُحرق أعلى هذه المنارة وجُدِّدَت، وكان أعلاها من خشب فبُنِيت بحجارة كلّها في آخر السبعين وسبعمائة، فصارت كلها مبنيّة بالحجارة". 

زبدة النصّ هي الآتية:

- أوّلاً: لهيكل المشتري أربعة أبراج في زواياه الأربع اندثرت الشماليّتان وبقيت القبليّتان لتتحوّلان بالنتيجة إلى مئذنتين.

- ثانياً: الوليد باني مئذنة العروس في منتصف جدار الجامع الشمالي.

ثالثاً: احترقت المئذنة الجنوبيّة الشرقيّة (مئذنة عيسى) بعد عام ١٣٣٩ للميلاد وهُدِمَت وأعيد بناؤها وجُدِّدَ أعلاها بالحجارة عوضاً عن الخشب عام ١٣٦٩


هذا عن كتابات المؤرّخين أمّا عن النقوش الكتابيّة فهي غائبةٌ تماماً باستثناء البرج - المئذنة الجنوبيّة الغربيّة التي حملت كتابتين أشار إليهما Herzfeld عام ١٩٤٨


- كتابة يونانيّة تعود إلى العهد السلوقي (القرن الثالث قبل الميلاد في تقدير المستشرق الألماني). 

- كتابة عربيّة (الصورة الملحقة) نصُّها: "غفر الله للقاضي سلمان ابن علي". اعتقد Herzfeld أنّ الكتابة سلجوقيّة بيد أنّ جورج عثر على ترجمةٍ للقاضي المذكور في المجلّد الحادي والعشرين من "تاريخ مدينة دمشق" للحافظ ابن عساكر (٤٧٥ - ٤٧٦) تذكر تاريخ ٤٠٩ للهجرة (الموافق ١٠١٨ - ١٠١٩ للميلاد). الكتابةُ والحال كذلك تعود إلى العهد الفاطمي. 


باستقراء المعطيات السابقة استنتج الدكتور جورج ما يلي:


- الدلائل على تواجد برجيّ الزاويتين الشماليّتين قبل الإسلام ضعيفة.

- القرائن على تواجد برجيّ الزاويتين الجنوبيّتين قبل الإسلام أقوى خصوصاً البرج الجنوبي الغربي (الكتابة اليونانيّة) مع احتمال استغلال البرجين القبلييّن (+ الكتابات اليونانيّة على سواكف البوّابة الجنوبيّة المثلّثة) للتوكيد على تحوّل مدخل الحرم الوثني الشرقي إلى مدخل الكنيسة الجنوبي بين نهاية القرن الرابع للميلاد وحتّى مطلع القرن السابع. ناسب هذا الترتيب المسلمين في عهد الوليد إذ أطّر البرجان الجنوبيّان المجاز المعترض من الشرق والغرب.








   



Alain GeorgeThe Umayyad Mosque of Damascus. Art, Faith and Empire in Early Islam. Gingko, 2021.

Monday, June 24, 2024

نموذجان مختلفان لعمارة كنيسة دمشق

 


كنيسة سانتا ماريا ماجيوري الملكيّة

سبق واستعرضنا المواقع المُحْتَمَلة لكنيسة دمشق البيزنطيّة ضمن الحرم téménos الوثني لمعبد المشتري (الجامع الأموي حاليّاً). رأينا أيضاً أنّها كانت في رأي Dussaud على طول الجدار الجنوبي للمعبد وأنّها أخذت شكلَ كنيسةٍ ملكيّة basilique. بالمقابل اعتقد عدنان البنّي أنّها حلّت محلّ قدس الأقداس في القسم الغربي لصحن الجامع.   


لا يقتصر الخلاف بين المنظورين على موقع الكنيسة بل يتعدّاه إلى شكلِها وطرازها المعماري:


الكنيسة الملكيّة basilique (من basileus أي ملك + stoa أي رواق) مشتقّة لغويّاً من اليونانيّة βασιλικὴ στοά = الرواق الملكي. اقتبس الرومان المصطلح لنوعٍ معيّن من الأبنية العامّة المستطيلة الشكل والمكوّنة من ثلاث بلاطات nefs (بالإنجليزيّة aisles) بما فيها البلاطة المركزيّة nef centrale (بالإنجليزيّة nave). تقع الحنية abside (بالإنجليزيّة apse) في إحدى نهايتيّ البناء حيث تواجدت منصّة رئيس أو رؤساء الجلسة.  


بالنتيجة اقْتُبِسَ مصطلح basilique من قِبَل معماريّ المسيحييّن ليَعْنيَ كنيسةً (١) تتبع في خطوطِها العريضة ملامح البناء الوثني السابق الذكر. 


يترتّب على ما سبق أنّ الكنيسة تتميّز من الناحية المعماريّة بامتدادها الأفقي وبالتالي فلا جناح من تسمية كنيسة يوحنّا المعمدان؟ في دمشق بالملكيّة basilique كما ارتأى Dussaud. 


المنزل المربّع في نيم: نموذج لقدس الأقداس


بالمقابل إذا قِبِلْنا (مع البنّي) أنّ الكنيسة حلّت محلّ "قدس الأقداس" (cella أو naos) فهذا يعني أنّها تميّزت ليس بامتدادها، وإنّما بارتفاعها تماماً كما هو الحال في مجاز الجامع الأموي المعترض transept لاحقاً مع الفرق أنّ توجّه هذا الأخير جنوب - شمال بينما توجّه الكنيسة التي حلّت محلّ قدس الأقداس غرب - شرق. 


هناك فرقُ آخر: هناك ما يشير إلى أنّ المجاز المعترض الأصلي كان مكسوّاً بكامله بالفسيفساء (كما سيأتي ذكره لاحقاً) وليس هذا الحال حتّى في أكثر الكنائس بذخاً.  




أرفق لتوضيح الفكرة مخطّطاً لكنيسةٍ ملكيّة وآخر لقدس أقداس مصدرهما في الرابطين الفائقين التاليين: 


- بازيليكا سانتا ماريّا ماجيوري.

- قدس أقداس نيم







 

(١) لا علاقة لهذا مع مصطلح "كاتدرائيّة" الذي يعني بكل بساطة كنيسةً تحتوي على عرش الأسقف = cathedra أي أنّها مقرّ كنيسة الأسقفيّة الرئيسة حيث يوجد عرش أو كرسي الأسقف.








Alain GeorgeThe Umayyad Mosque of Damascus. Art, Faith and Empire in Early Islam. Gingko, 2021