Thursday, April 16, 2020

هل كان الباب الشرقي باباً؟


نشرت الحوليّات الأثريّة العربيّة السوريّة مقالاً لمهندس العمارة السيّد عدنان مفتي في المجلّد السادس عشر (١٩٦٦) بعنوان "مشروع ترميم الباب الشرقي بدمشق" سأتعرّض لرؤوس أقلامه في الأيّام القليلة المقبلة. 

الباب الشرقي هو الوحيد المتبقّي من أبواب العهد الروماني السبعة (من الغرب إلى الشرق حول سور المدينة إذا اتّجهنا عكس عقارب الساعة: الجابية والفراديس والجنيق وتوما والشرقي وكيسان والصغير) رغم العديد من التعديلات التي طرأت عليه عبر القرون. يتميّز هذا الباب مع فرجاته الثلاث عن بقيّة أبواب المدينة بالفخامة والاتّساع أي تغلب فيه الاعتبارات الجماليّة على نظيرتها الدفاعيّة. فسّر الأستاذ مفتي ذلك بسواد الأمن في العصر المذكور (بني الباب حسب Jean Sauvaget في أواخر القرن الثاني أو مطلع القرن الثالث للميلاد في عهد Septimius Severus أو Caracalla ويعتقد أنّ معبد المشتري يعود إلى نفس هذه الحقبة)  عندما كانت الأبواب امتداداً للشوارع والأروقة وأخذت شكل أقواس نصر كما في بصرى وشهبا وأفامية. 

لم يخرج معظم المؤرّخين وعلماء الآثار عن هذا الرأي إلى أن ظهرت دراسة رائدة (الرابط أدناه) لفريق من العلماء الفرنسييّن مؤخّراً (٢٠١٨)  هي أفضل ما كتب عن سور وأبواب دمشق حتّى الآن. أتت هذه الدراسة بفرضيّة جديدة وجريئة ولكنّها منطقيّة إلى أبعد الحدود خلاصتها أنّ مدخليّ المدينة الشرقي والغربي ("باب" الجابية) لم نكن أبواباً على الإطلاق وإنّما نصب وأقواس نصر تواجدت خارج سور دمشق كما في حال نصب الإمبراطور هادريان في جرش (الأردن) على بعد نصف كيلومتر خارج سور المدينة وقوس آخر لنفس العاهل خارج آثينا الجديدة وثالث في الجزائر.



"الباب الشرقي" إذاً كان شرق وخارج سور المدينة في العهد الروماني أمّا عن هذا السور فقد امتدّ وقتها على طول خطّ مستقيم أو شبه مستقيم يصل بين باب توما شمالاً وباب كيسان جنوباً. يمكن إسقاط نفس المحاكمة على باب الجابية من جهة الغرب. 

دخل الباب الشرقي ضمن السور في العهد البيزنطي وكان هدفاً محبّباً للغزاة والفاتحين كما سيأتي في نبذة عن تاريخه أتعرّض بعدها لوصفه وعمليّة ترميمه.  







Jean-Michel MoutonJean-Olivier Guilhot et Claudine PiatonPortes et murailles de Damas


No comments:

Post a Comment