Tuesday, April 21, 2020

مئذنة الباب الشرقي


يقارب عمر الباب الشرقي كما رأينا ألفاً وثمانمائة عاماً مرّ خلالها بالعديد من التطوّرات بداية من العهد الروماني عندما طغت عليه الاعتبارات الجماليّة مروراً بالعصور الوسطى وتركيرزها على النواحي الدفاعيّة ووصولاً إلى ترميم ما تبقّى منه اعتباراً من مطلع ستّينات القرن الماضي. اندثرت نتيجة لهذا الترميم كثير من الإضافات التي تراكمت عليه عبر القرون وأصبحت جزءاً لا يتجزّأ من تاريخه ولكن من حسن الحظّ لدينا العديد من الصور والرسومات التاريخيّة توضح لنا ما كان وما صار بكثير من الدقّة.

شكّلت أقواس ثلاثة الباب الشرقي قديماً, وسطاهما كبيرة والجانبيّتان صغيرتان تعرّضت لأبعادهما في منشور سابق. أحاط بالقوس المركزيّة دعامتان (pile بالفرنسيّة أو pier بالإنجليزيّة). اندثرت الدعامة الجنوبيّة أمّا الشماليّة (حوت قديماً درجاً مؤدّياً إلى سطح القوس) فباقية إلى اليوم والسبب يعود لاستعمالها في حمل المئذنة (مئذنة عيسى حسب كتبة الفضائل). يمكن الصعود إلى المئذنة عن طريق درج حجري وهناك فرجات fentes de jour في جدار الدعامة تسمح بنفوذ النور. 

بالتأمّل في القوس الشمالي (الفتحة تحته هي الوحيدة النافذة حتّى خمسينات القرن العشرين) نرى أنّ الجدار فوقه مؤلّف من لبنات صغيرة moellons. تبلغ سماكة هذا الجدار حوالي المترين وارتفاعه ثلاثة عشر متراً وطوله (من الشمال إلى الجنوب)  ستّة أمتار. كان هذا الباب محاطاً ببرجين الحنوبي منهما يحمل المئذنة المربّعة (الضلع ٣،٨ متر) والشمالي قاعدته مستطيلة (٤ متر x ٥٫٥ متر) ويبرز أربعة أمتار خارج الجدار. نعاين في هذا البرج سبعة مداميك من الحجارة الكبيرة في الأسفل تعلوها مداميك من الحجر البازلتي أصغر أبعاداً.



تواجد برج جنوبيّ نصف دائري مناظر للبرج الشمالي وملاصق للقوس الصغيرة الجنوبيّة (التي كانت مسدودة) بدلالة إحدى الصور التي تعود إلى نهاية القرن التاسع عشر (اللقطة الملوّنة) ويرحج أنّ قاعدته الأقدم كانت مستطيلة الشكل. 


عدنان مفتي. مشروع ترميم الباب الشرقي بدمشق. الحوليّات الأثريّة العربيّة السوريّة المجلّد السادس عشر (١٩٦٦).



Jean-Michel MoutonJean-Olivier Guilhot et Claudine PiatonPortes et murailles de Damas




No comments:

Post a Comment