Sunday, April 12, 2020

تكيّة السلطان سليم


لربّما كان العالم الراحل عبد القادر ريحاوي أوّل من وضع التكيّة السليميّة في إطارها التاريخي وكان ذلك في مقال نشره في أواخر الخمسينات في الحوليّات الأثريّة السوريّة بعنوان "التكيّة السليميّة في الصالحيّة" وهو الثاني في سلسلة من المقالات عن الأبنية الأثريّة في دمشق.

اختلفت تسمية هذه الآبدة ونسبتها حسب المصادر كما يلي:

- دعاها أهل الصالحيّة "تكيّة الشيخ محي الدين".
- أفاد المستشرقان الألمانيّان Wulzinger و Watzinger أنّها بيت للفقراء بناه السلطان سليمان.
- ارتأى الفرنسي Jean Sauvaget أنّها مطعم cantine  بني عام ١٥٥٢ في عهد سليمان القانوني حسب مخطّط للمعماري الأشهر سنان ورمّم عام ١٥٥٤ بعد حريق مضيفاً أنّه البناء الوحيد من هذا الطراز في سوريا (هذا الحريق غير موجود في المصادر التاريخيّة المعاصرة للأحداث وإن ذكره عبد القادر بدران في "منادمة الأطلال عام  ١٩١٠-١٩١١ وعلّ Sauvaget نقل عنه).



بالمقابل اعتمد ريحاوي المراجع العربيّة الأصليّة التالية:
- الغزّي: الكواكب السائرة في أعيان المائة العاشرة.
- ابن طولون الصالحي: القلائد الجوهريّة.
- ابن كنّان: المروج السندسيّة.
- ابن العماد: شذرات الذهب.

تخبرنا هذه المصادر أنّ السلطان سليم الأوّل -الخنكار- أقام في دمشق أربعة أشهر وأنّه رسم بناء تكيّة شمال الجامع السليمي (أي جامع محي الدين ابن عربي) في العشرين من محرّم  ٩٢٤ (الأوّل من شباط  ١٥١٨). وصف ابن طولون (القلائد الجوهريّة) البناء وأدواته بالتفصيل وجاء وصفه مشوّشاً مع الأسف تارة يستعمل فيه مصطلح "التكيّة" وطوراً تعبير "المطبخ".



التكيّة السليميّة متقشّفة كبناء وهي هجين مملوكي-عثماني تتميّز -علاوة على تصميمها وهيئتها- بكونها الأولى من نوعها في سوريا من الناحية الوظيفيّة كمؤسّسة الهدف منها توزيع الطعام على الفقراء حصراً وهي لا تزال قائمة إلى اليوم تمارس عملها الأصلي وإن على نطاق أضيق نظراً لضياع أوقافها. الصور تغني عن وصف مطوّل وبالنسبة لأبعادها فهي عبارة عن بهو مستطيل ٨،٣٥ متر  x  ١٥،٧ متر مسقوف بقبّتين ويقع الباب الرئيس إلى الجنوب. 



ختاماً لا علاقة للمعماري سنان بهذه التكيّة لا قليلاً ولا كثيراً وكان أوّل بناء هامّ من تصميمه جامع السليمانيّة في القسطنطينيّة. 

No comments:

Post a Comment