رأينا في مكان آخر (الروابط أدناه) أنّ هناك عدّة مواضع مقترحة كالمثوى الأخير لرفات مؤسّس الخلافة الأمويّة في دمشق فلنتعرّض الآن لأكثرها احتمالاً. الأسطر التالية تعريب عن الأصل الفرنسي لخالد معاذ و Solange Ory أمّا الصورة الأولى فهي عن المجلّد الخامس والثلاثين للحوليّات الأثريّة العربيّة السوريّة.
تشير الدلائل أنّ مقبرة الباب الصغير هي المكان الأكثر احتمالاً لضريح معاوية. تتبنّى معظم المصادر العربيّة هذا الرأي وإذا ذكرت أماكن بديلة فهي تفعل ذلك بتحفّظ مع استعمال كلمة "قيل". أقدم هذه المصادر المسعودي من القرن الرابع الهجري (توفّي ٩٥٦ للميلاد) الذي قال أنّ القبر كان شهيراً في عهده. يبقى الحذر مطلوباً في تحديد موضع المدفن بدقّة ضمن المقبرة إذ من المعروف أنّ العبّاسييّن دمّروا المقبرة الأمويّة ومحوا آثارها إلى درجة أنّهم حرثوا أرضها وبذروها لمدّة مائة عام. يستخلص من ذلك أنّ قبر معاوية الأصلي اندثر إلى الأبد ولكن هذا لا يعني بالضرورة ( حسب رأي الأمير جعفر الحسني) أنّ ذكرى موضعه تلاشت من ذاكرة الدمشقييّن الذين بقي البعض منهم أوفياء سرّاً للأموييّن. بالتالي ليس كون القبر الحالي مبنيّاً على موضع القديم أو على الأقلّ في جواره بالأمر المستحيل. ما يمكن تأكيده أنّ موقع الضريح اليوم يوافق الموقع المذكور في النصوص التاريخيّة من القرن السادس الهجري (الثاني عشر للميلاد) وقد نجح الأمير جعفر في إعطاء رصيد لهذه الفرضيّة عندما ساهم في اكتشاف قبور لأشخاص من القرن الخامس على مسافة عشرين متراً من القبر الحالي حدّدت النصوص أنّهم دفنوا إلى جانب ضريح معاوية.
لا يحمل النقش الكتابي تاريخاً ومن المحتمل أن يعود إلى نهايات العهد المملوكي ولكن الكتابة ليست على المستوى المرغوب من الإتقان ولا تسمح بتأريخ أكثر دقّة.
أحمد فائز الحمصي. العظماء الذين دفنوا في دمشق أو ماتوا فيها. الحوليّات الأثريّة العربيّة السوريّة المجلّد الخامس والثلاثون ١٩٨٥.
Khaled Moaz-Solange Ory
Inscriptions Arabes de Damas
Les Stèles Funéraires
Cimetière d’al-Bab al-Saghir
Institut Français de Damas 1977
No comments:
Post a Comment