أودّ قبل تصفّح كتاب "سوريّة الغد" ( ١٩١٦) التعريف بمؤلّفه قدر الإمكان.
ندرة مطران أحد أنجال حبيب باشا مطران ( ١٨٢٩ - ١٩٠٠) من قرينته مريم بوخاطر (أو كاتب). ولد ندرة عام ١٨٦٨ في بعلبك ووافته المنيّة عام ١٩١٦ أو ١٩١٧ حسب المصدر وعلّ التاريخ الأوّل هو الأقرب إلى الصواب استناداً إلى ما كتبه ابن عمّه الشاعر خليل مطران عندما وصله نعي ندرة في مجلّة سركيس (السنة التاسعة ١٩١٦ في الصفحة ٣٧٨ نقلاً عن كتاب "خليل مطران في المصادر العربيّة والمعرّبة لصباح نوري المرزوك ومحمّد مصطفى أبو شوارب الصادر عام ٢٠١٠). بعبارة ثانية لم يعش ندرة ليرى تحقيق أمنيته الغالية التي يمكن اختزالها بسوريّا "مستقلّة" تحت الوصاية الفرنسيّة كما سنرى في الأيّام القليلة المقبلة.
المعلومات عن ندرة في الشبكة شحيحة للغاية ولا تتجاوز شذرات وذكر مقتضب هنا وهناك. هناك معلومات أوفر عن أخيه سعادتلو نخلة مطران (١٨٧٢ - ١٩١٥) باشا بعلبك ناهيك عن "شاعر القطرين" الشهير.
ندرة سوري الإيمان والمعتقد وسليل عائلة عريقة من الروم الكاثوليك وكان عضواً في المؤتمر العربي الأوّل الذي عقد في پاريس عام ١٩١٣ عندما كانت الهويّتان العربيّة والسوريّة في مرحلة جنينيّة على أحسن تقدير. لم يكبّد المؤلّف نفسه عناء كتابة سيرة ذاتيّة مكتفياّ (ص ٣٨٨ - ٣٨٩ من كتاب "سوريّة الغد") بالتعريف عن أجداده خصوصاً الدمشقي موفقّ الدين أبو نصر أسعد بن أبي الفتح الياس بن جرجيس المطران (وفيّات ١٢٠٩ للميلاد) الذي ترجم له ابن أبي أصيبعة في "عيون الأنباء في طبقات الأطبّاء". نوّه ندرة أيضاً بعبد الله ابن فضل الله المطران (وفيّات القرن الحادي عشر للميلاد في مصر ومعاصر للحاكم بأمر الله) نقلاً عن جلال الدين السيوطي.
للحديث بقيّة.
الصورة الملحقة عن مقال في "النهار" اللبنانيّة.
No comments:
Post a Comment