ترك المصوّر الإيطالي لويجي ستيروني لنا عدداً كبيراً من الصور التاريخيّة العالية الجودة لمعالم دمشق وجنوب سوريّا وتدمر ورجالات جبل العرب وجنود فرنسا (الأوروپييّن والأفارقة والسورييّن) وضبّاطها في المناسبات الرسميّة أو خلال العمليّات العسكريّة. صادفتُ العشرات من صُوَرِهِ ولربّما المئات على الشبكة ولا أستغرب إذا بلغ عددُ لقطاتِهِ الآلاف. لا مبالغةَ في القول أنّ السنيور Stironi مصوّر عهد الانتداب في سوريّا المركزيّة والجنوبيّة عموماً ودمشق خصوصاً وكثيرةٌ هي لقطاتُهُ المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي والمنشورة في الدراسات الأكاديميّة والمقالات التاريخيّة.
ماذا عن موقع ستوديو ستيروني في دمشق؟
فَشِلت كافّة محاولاتي في تحديدهِ ولكن من المحتمل أنّه كان في ساحة المرجة أو امتداداتها أو الطريق الصاعد من ڤيكتوريا باتّجاه الصالحيّة حيث أقامَ معظم الأجانب آنذاك. لا ريب أنّه كان في مكان معروف ومطروق بدلالة الذكر المختصر (الثالث والأخير) في الصفحة ١٩٩ من كتاب Poulleau:
الثامن والعشرون من آذار مارس ١٩٢٦.
رأيت صباح اليوم ڤيترينات ستوديو Stironi مهشّمةً ولا ريب أنّ السبب هو العرض الأخرق لصور de Jouvenel يدخّن سيكارةً مع Alype بين أطلال قصر العظم، المرشّح لجائزة روما. متى نَرْعويَ عن هذه التصرّفات المنفّرة التي تغذّي العداء لفرنسا؟
الصورتان على غلاف المجلّة الملحقة للمندوب السامي de Jouvenel يظهر في العلويّة منهما وقد أرسى في مناء بيروت والسفليّة يقلّد وسام صليب الحرب "لبطلة راشيّا التي جرحتها رصاصةٌ أطلقها أحد الدروز في ذراعها".
Alice Poulleau. À Damas sous les bombes. Journal d'une Française pendant la révolte syrienne 1924 - 1926 (p. 49). Ed. Bretteville Frères, (Paris 1926).
No comments:
Post a Comment