نتابع جولتنا في جامع بني أميّة الكبير عام ١٨٥٤ بمعيّة المستشرق النمساوي Kremer والأسطر الآتية تعريب من الصفحة ٤٥ عن ترجمة جوجل الإنجليزيّة للأصل الألماني وأترك التعليقات والشرح للحواشي.
نجد تحت قبّة النسر أجمل محاريب الجامع على الإطلاق (١). هذا المحراب مكسو بكامله بالذهب ونرى في وسطه محاريباً صغيرةً تحدّها سويريّات (٢) متلوّية على هيئة اللوالب تشهد بدقّة صنعها. يلي ذلك المقصورة المنسوبة للخضر (٣) التي بنيت في خلافة سليمان بن عبد الملك، سابع خلفاء بني أميّة وأخو الوليد. بُنيَ محراب الكرمة في مكان هذه المقصورة أمّا عن تسميته فهي نسبةً لكرمةٍ ( ٤) غنيّةٍ بالأوراق والأغصان المشغولة من الذهب الخالص. يقال أنّ الكرمة وحدها كلّفت سبعين ألف ديناراً ومن نافل القول أنّ أحد الحكّام الجشعين أذابها وأخذ ذهبها منذ زمن بعيد. نرى فوق الكرمة ألواحاً مشغولةً من الفسيفساء تصوّر مدناً شهيرةً بالألوان الخضراء والبيضاء والحمراء والذهبيّة ونرى فوق المحراب صورة الكعبة، هيكل مكّة المقدّس، تحيطها أشجارٌ جميلةٌ تتدلّى منها فاكهةٌ رائعة.
جامع أموى منبر وحنفى محرابى |
(١) المحراب الشافعي سابقاً والحنفي حاليّاً.
(٢) أعمدة زخرفيّة صغيرة colonettes.
(٣) ذكر علي الطنطاوي أنّ مقصورة الخضر توافق محراب الحنابلة.
( ٤) وصف الدكتور Flood هذه الكرمة بالتفصيل ونراها في أكثر من صورة ضوئيّة لحرم الجامع الأموي قبل حريق ١٨٩٣ كما في كتاب Lallemand ولقطة سليمان الحكيم المدرجة في الأرشيف العثماني تحت اسم "جامع أموى منبر وحنفى محرابى" (الصورتان الملحقتان).
Alfred von Kremer. Topographie von Damascus
No comments:
Post a Comment