سأحاول خلال سلسلةٍ من المنشورات القصيرة تغطية مقال في غاية الأهميّة للدكتور عدنان البنّي رحمه الله نُشِرَ بالفرنسيّة عام ٢٠٠٤.
ليس الجامع الأموي المثال الوحيد على استمراريّةٍ في موقع دور العبادة عبر العصور والديانات ولا داعي للدخول في تفاصيل الكثير من الحالات المشابهة داخل سوريّا الجغرافيّة (هيكل القدس مثلاً) وخارجها (آيا صوفيا في القسطنطينيّة والجامع الكبير في قرطبة).
رأينا سابقاً أنّ هيكل المشتري في دمشق شمل المكوّنات الآتية:
- المعبد الداخلي (يحتّل الجامع الأموي مكانه اليوم) أسماه البنّي temple.
- الفضاء بين السورين (الحرم sanctuaire حسب الدكتور عدنان).
- السور الخارجي enceinte extérieure.
سبق التعرّض إلى اختلاف المصطلحات بين المراجع الإنجليزيّة والفرنسيّة على الأقلّ.
رأينا أيضاً أنّنا نستطيع اليوم، بدقّةٍ كبيرة، تحديد موضع السورين الخارجي والداخلي بينما لا نملك من المعلومات عن توزيع وماهيّة وشكل المباني داخل المعبد أو بين السورين إلّا النزر اليسير.
أخيراً تعرّفنا - مع الدكتور همام سعد والدكتور طلال العقيلي - على آثار مصلّى في العمارة الجوّانيّة إلى الشرق من الجامع الأموي ومعبد لحوريّات الماء إلى الجنوب منه. كلاهما يقع في الفضاء بين السورين.
نأتي اليوم إلى إسهام الدكتور عدنان البنّي الذي غطّى - في جملة ما غطّى - موجودات الفضاء داخل المعبد (أي ضمن جدران الجامع الأموي) قبل الإسلام. يمكن تصنيف المكتشفات التي درسها العالِم الراحل تحت بابين:
- الأوّل عن أسبار تنقيب عام ١٩٦٢ - ١٩٦٣ الذي أُجْهِض لسببٍ أو أسبابٍ ما.
- الثاني عن اكتشافاتٍ أثناء ترميم الجامع ١٩٩٢ - ١٩٩٤.
يتبع.
ʿAdnān al-Bunni. Du Temple Païen à la Mosquée. Sacralidad y Arqueología, Antig. Crist. (Murcia) XXI, 2004, Págs. 595-605.
No comments:
Post a Comment