رأينا كيف صحّح الفرنسي Seyrig الخطأ الذي وقع فيه الألمانيّان Wulzinger و Watzinger بتقدير بناء هيكل المشتري بين القرنين الثالث والرابع للميلاد عوضاً عن القرن الأوّل وأنّ سبب هذا الخطأ كان اعتمادهما تقويم پومپي في تفسير التاريخ عوضاً عن التقويم السلوقي.
بالرجوع إلى البيان الربعي لصندوق اكتشاف فلسطين عام ١٩١٢ تبيّن لي أنّ الخطأ أقدم بتسع سنوات على الأقلّ من دراسة Wulzinger و Watzinger التي صدر الجزء الأوّل منها (دمشق قبل الإسلام) عام ١٩٢١ والثاني (المدينة الإسلاميّة) عام ١٩٢٤.
عُثِرَ على الكتابة الملحقة التي نشرها القسّ Hanauer عام ١٩١٢ (صفحة ٤٠ من البيان الربعي المذكور أعلاه) على الجدار الخارجي للهيكل في الشرق ورأينا أنّها تحمل التاريخ ٣٤٩ واسم Mênodôros ابن Zénon القيّم على الهيكل (أو أنّ الإسمين مستقلّين حسب قراءة ثانية). فسّر Hanauer التاريخ "بدايةً من منح المدن اليونانيّة في سوريّا استقلالها" أو بعبارة ثانية العام ٦٤ قبل الميلاد (تقويم پومپي). وافق Jalabert (صفحة ١٥٣ من نفس المجلّة) على رأي Hanauer استناداً إلى نمط الكتابة: "من الواضح وجوب عدم استعمال التقويم السلوقي في حساب التواريخ بل تقويم پومپي الذي يبدأ إمّا عام ٦٤ قبل الميلاد أو تشرين أوّل أكتوبر من العام ٦٣. يترتّب على ذلك أنّ كتابة Hanauer أعلاه تعود إلى عام ٢٨٥ أو ٢٨٦ للميلاد وبداية عهد الإمبراطور ديوكليتيان".
لم يتجاوز ما فعله Wulzinger و Watzinger في هذا الصدد إذاً ترديد ما قاله Jalabert وعلى اعتبار أنّ هذا الأخير كان أخصّائيّاً يُرْجَع إليه في قراءة النقوش الكتابيّة القديمة، فليس من المستغرب أن يكون لرأيه وزنه وأن يحجم الكثيرون عن مراجعته وإعادة النظر فيه لعشراتٍ من السنوات.
J. E. Hanauer. Damascus Notes. Palestine Exploration Fund Quarterly Statement 1912 (p. 40-45).
Louis Jalabert. The Greek Inscriptions of the Temple at Damascus. Palestine Exploration Fund Quarterly Statement 1912 (p. 150-153).
Wulzinger & Watzinger. Damaskus, die antike Stadt 1921 (p. 3-42).
Henri Seyrig. Antiquités syriennes. Syria 1950 (p. 34-37).
No comments:
Post a Comment