حاول Sauvaget اقتفاء آثار تخطيط المدينة العمراني انطلاقاً من حيّ باب توما (الأنباط قديماً) واعتقد أنّه عثر على ضالّته المنشودة في شبكة شوارعٍ متقاطعة حدّدت بينها جزراً insula (بالفرنسيّة îlots) هلنستيّة المنشأ ودقيقة الأبعاد (خمسٌ وأربعون متراً x مائة متر). يمكن بتمديد خطوط هذه الشوارع وتعميم النموذج على سائر المدينة، إعادة تصوّر دمشق كما كانت في العهد اليوناني.
نقضت دراسة Sack في أواخر الثمانينات الأسس التي استند إليها تحليل Sauvaget من أساسها: يعكس تخطيط باب توما ليس الشبكة الشطرنجيّة التي رسمها العالِم الفرنسي، بل إعادة بناء الحيّ برمّته في أعقاب مأساة عام ١٨٦٠. "المدينة" الهلنستيّة حسب Sack ما هي إلّا إضافة مستعمرة يونانيّة إلى الشمال من دمشق الآراميّة ومن المحتمل أنّها كانت شطرنجيّة التخطيط رغم غياب الأدلّة القاطعة. نرى على خريطة الأستاذة الألمانيّة إشارة استفهام على الهيكل وثانية على الساحة (agora أو رحبة خالد بن أسيد لاحقاً) ورغم ذلك رجّحت تواجد المستعمرة الهلنستيّة بين هذين القطبين أمّا بالنسبة للأحياء الغربيّة اللاحقة (في العهد الروماني) فقد ارتأت كونها منتظمة التخطيط وإن خالفت في أبعادها نظيرتها الشرقيّة.
Jean Sauvaget. Le plan antique de Damas
Dorothée Sack. Damaskus: Entwicklung und Struktur einer orientalisch-islamischen Stadt
No comments:
Post a Comment