Friday, November 15, 2024

سيميرا

 

سوريّا في عهد رعمسيس الثاني

مدينة سيميرا مذكورة في الكتاب المقدّس ومراسلات تلّ العمارنة وحوليّات تغلات فلاصر الثالث الآشوريّة ناهيك عن كتابات المؤلّفين الكلاسيكييّن في العهود اليونانيّة والرومانيّة. نستخلص من هذه المصادر المختلفة أنّها تواجدت في موقعٍ يحِدُّهُ شمالاً عمريت وجنوباً وادي النهر الكبير الجنوبي والمنحدرات الشماليّة لجبل لبنان وعلى هذا الأساس أجرى علماء الآثار أبحاثهم في محاولةٍ منهم لاكتشافها. وصل هؤلاء، بعد استطلاع كافّة التلال الاصطناعيّة في هذا الإقليم، إلى نتيجةٍ مفادُها أنّ ضالّتهم المنشودة مختبئةٌ تحت تلّ كزل على الأرجح.   

تقع تلّ كزل على ضفّة نهر الأبرش، على بعد ثلاثة كيلومترات ونصف من مصبّه وعلى مسافة ٢٨ كيلومتراً إلى الجنوب من طرطوس (ذكر سترابو أنّ سيميرا آخر ممتلكات أرواد من جهة الجنوب). التلّ واسع المساحة يرتفع فوق السهل المحيط به حوالي خمساً وعشرين من الأمتار. جوانب التلّ شديدة الانحدار وعلّ سطحه كان مسوّراً. 


ارتأت المديريّة العامّة للآثار والمتاحف أنّ الأدلّة على وجود سيميرا في تلّ كزل مقنعة وبالتالي قرّرت إجراء عمليّات تنقيب بهدف مقارنة معطياته مع النصوص التاريخيّة. أُجْرِيَت ثلاثةُ أسبارٍ عام ١٩٥٦ توصّلت إلى مستوى العهد البرونزي المتأخّر. تلت ذلك بعثةٌ مؤلّفة من السادة Maurice Dunand وعدنان البنّي ونسيب صليبي أجرت ثلاث حملاتٍ في الأعوام ١٩٦٠ و ١٩٦١ و ١٩٦٢. برهنت الحفريّات على آثار من العهود البرونزي المتأخّر والحديدي والهلنستي والروماني في مُخْتَلَف طبقات التلّ وأنّ الطبقة العائدة للعهد البرونزي الحديث عميقةٌ إلى درجةٍ لابأس بها. تشير بقايا العهد الآشوري والعصر الحديدي إلى أنّ المدينة كانت من الأهميّة بمكان وهناك أيضاً ما يشير إلى ازدهارها في العهدين الفارسي والهلنستي. اندثرت سيميرا وغيرها من مدن الساحل الفينيقيّة على الأرجح في العهد الروماني وحلّت محلّها مدنٌ كبرى جديدة. 


النصّ: عدنان الجندي.






محمّد أبو الفرج العشّ وعدنان الجندي وبشير زهديالمتحف الوطني بدمشق، دليل مختصر. المديريّة العامّة للآثار والمتاحف ١٩٦٩. 




Tell al-Kazel (Simyra)

No comments:

Post a Comment