Friday, March 15, 2019

سوق دمشق الكبير في القرن الخامس عشر بين الكاتدرائيّة المريميّة والباب الشرقي


كما رأينا الأمس اختار مؤلّفو كتاب "أوقاف الجامع الأموي في دمشق" الفرنسيّون تقسيم المنطقة الخامسة أو السوق الكبير إلى منطقتين غربيّة وشرقيّة. للتذكير -معذرة من التكرار- الشارع المستقيم من الغرب إلى الشرق يبدأ بالفسقار عند باب الجابية (سوق مدحت باشا حاليّاً) ومن ثمّ سوق علي وأخيراً السوق الكبير الممتدّ من قنطرة الشحّامين (شمال مئذنة الشحم) إلى الباب الشرقي. الكلام دوماً عن دمشق المملوكيّة في مطلع القرن الخامس عشر للميلاد.

موضوع اليوم القسم الشرقي من المنطقة الخامسة (السوق الكبير) والممتدّ بين الكاتدرائيّة المريميّة غرباً والباب الشرقي شرقاً. نبدأ بالدروب المتعامدة عليه ألا وهي:

درب الفواخرة: مذكور في ابن عساكر ويصل بين الشارع المستقيم وباب كيسان وكان يسمّى قديماً درب كيسان حسب ابن شدّاد.

درب الحجر: يمتدّ بين باب توما والشارع المستقيم (أي شارع باب توما حاليّاً أو cardo الروماني). عن اشتقاق التسمية انظر أدناه تحت "مسجد درب الحجر". 

يقول ابن شاكر الكتبي (مات ١٣٦٣) في عيون التواريخ أنّ الباب الشرقي كان باب الشمس في العهد الروماني. لربّما بني هذا الباب في عصر كراكالّا (١٨٨-٢١٧) وله كما هو معروف ثلاث فتحات تعلوها أقواس المركزي منها كبير والجانبيّان صغيران. أضاف إليه نور الدين عام ١١٦٤ باشورة ومئذنة. 

نأتي الآن إلى دور العبادة من الشرق إلى الغرب:

مسجد الزيت (مندثر) وكان قرب معاصر الزيت وذكر اين عساكر مسجداً يتوافق معه من الناحية الطبوغرافيّة.

مسجد درب الفواخرة (أو درب كيسان) وهو أيضاً مندثر.

مسجد درب الحجر ولربّما كان هو نفسه الذي ذكره ابن جبير والتسمية مشتقّة من حجر قيل أنّ ابراهيم حطّم الأصنام التي صنعها أبوه في بيت لهيا عليها.

كنيس اليهود. ذكر ابن عساكر كنيساً ارتأى Nikita Elisséeff أنّه تواجد داخل باب كيسان في بستان القطّ. قدّر الحاخام الإسباني Benjamin of Tudela  عدد يهود دمشق في عهد نور الدين بثلاثة آلاف.

مسجد عقيل (مندثر). ذكره ابن عساكر.

الكاتدرائيّة المريميّة التي قال ابن عساكر أنّها كانت أكبر كنائس المدينة. احترقت ودمّرت في فتنة طائفيّة عام ١٢٦٠ عندما اتّهم المسلمون مسيحيّي دمشق بالتعاون مع هولاكو. لا يوجد بين المصادر المتوافرة ما يشير إلى كونها تأذّت عندما استباح تيمورلنك المدينة عام ١٤٠١. المريميّة في غاية القدم ولم يخل تاريخها الطويل من الكوارث والنوائب شأنها في ذلك شأن جامع بني أميّة. شيّد البناء الحالي في أعقاب مذبحة ١٨٦٠.

مسجد الثلّاج (مندثر) جنوب المريميّة وهو مذكور في ابن عساكر ولبّما كان مطابقاً لمسجد باب الكنيسة الذي ذكره أسعد طلس


للتذكير والتوكيد المعالم دون دائرة سوداء مرقّمة لا تدخل في وقف الجامع الأموي وإذا تمّت الإشارة إليها فهذا فقط كنقاط علّام لتحديد موضع الأملاك الموقوفة. 


كافّة المعلومات أعلاه من كتاب "أوقاف الجامع الأموي" أو  "الصحيح الجامع في صريح الجامع" لمؤلّفيه Astrid Meier و Élodie Vigouroux و Mathieu Eychenne. مفاتيح الخريطة كما يلي: 

١. كلّ ما هو دائرة سوداء مرقّمة فهو ملك وقف جزئيّاً أو كليّاً بغضّ النظر عن حجمه أو أهميّته (حانوت أو سوق أو قيساريّة إلخ).
٢. اللون الأخضر مخصّص للمباني الدينيّة (جامع أو مدرسة...).
٣. اللون الأحمر للمؤسّسات التجاريّة (خان أو قيساريّة أو سوق...).
٤. اللون الأزرق للحمّامات والسيل والمراحيض.
٥. اللون الأسود كلّ ما هو غير مشمول أعلاه.
٦. الخطّ المتقطّع يمثّل الموضع التقريبي لمعلم دارس.


No comments:

Post a Comment