Sunday, August 11, 2024

إضاءات على المتحف الوطني في دمشق

 


يبدأ الدليل المختصر للمتحف الوطني الصادر عام ١٩٦٩ بعصر البرونز وينتهي بالعاديّات العربيّة والإسلاميّة. أضافت "الإضاءات" عام  ٢٠٠٦ (التاريخ غير مذكور في النسخة العربيّة الكتاب وحصلت عليه من تصفّح الشبكة) قسماً عن آثار ما قبل التاريخ والعصر الحجري وذكرت أمينة المتحف (لا أعلم متى تحوّل لقب القيّم على المتحف من "محافظ" إلى "أمين") السيّدة منى المؤذّن في المقدّمة أنّ قاعة "ما قبل التاريخ" أُضيفَت عام ١٩٧٤ قبل أن تختصّ بالعصر الحجري القديم عندما استُحْدِثَت قاعة مستقلّة للعصر الحجري الحديث مع نهاية عام ٢٠٠٤.

بدأت العصور التاريخيّة عندما بدأ الإنسان في الكتابة والتدوين وكلّ ما سبق ذلك هو "قبل التاريخ". تُصَنَّف العصور - قبل وبعد التأريخ - حسب الأدوات المُسْتَعْمَلة من قِبَل البشر:   



عصور ما قبل التاريخ


- العصر الحجري القديم Paleolithic حتّى حوالي العام ١٠٠٠٠ قبل الميلاد. اقتات الناس خلاله بالصيد والنباتات كما قدّمتها الطبيعة واستعملوا النار للتدفئة والطبخ. الأدوات الحجريّة بدائيّة الصقل أو حتّى غير مصقولة.

- العصر الحجري المتوسّط Mesolithic حتّى ٨٠٠٠ قبل الميلاد: الأدوات الحجريّة تنمّ عن تطوّر في مهارات صانعيها في الشطف والحِدّة وتنوّع الأشكال. 

- العصر الحجري الحديث Neolithic  ٨٠٠٠ - ٣٠٠٠ قبل الميلاد. بدأت الزراعة وتربية الحيوانات وتشكّلت القرى وتطوّرت حِرَف الفخّار والحياكة. لم يعد الإنسان مضطّراً للاعتماد على الصيد والقنص وجمع النباتات البريّة حصراً. 



العصور التاريخيّة


- عصر النحاس Chalcolithic.

- عصر البرونز: خليط من النحاس مع الزنك (توتياء) أو القصدير tin. نحاس + توتياء = brass بينما نحاس + قصدير = bronze

- عصر الحديد (بدايةً من حوالي ١٢٠٠ قبل الميلاد): معدن أرخص وأسهل توافراً من النحاس والبرونز وبالتالي تكاثرت الأدوات وتنوّعت وانتشرت. 



تسمية العصور اعتباراً من الألف الأوّل قبل الميلاد تختلف باختلاف الإقليم. للتسهيل نستطيع فيما يتعلّق بالشرق الأدنى عموماً ودمشق خصوصاً البداية مع الآرامييّن ومنهم إلى الفرس واليونان والرومان والبيزنطييّن وهلمّجرّا.    



يتعيّن هنا التنويه باختلاف "العصر" من قارّة إلى قارّة ولدينا في هذا الصدد مثالٌ صارخٌ في القارّة الأمريكيّة التي كانت لا تزال في العصر الحجري الحديث عندما اكتشفها الأوروپيّون عام ١٤٩٢ للميلاد. لم يعرف السكّان الأصليّون صناعة المعادن ولا العجلات ووجدوا أنفسهم بغتةً في مواجهة يائسة مع غزاةٍ من عهد إمبراطوريّات البارود والفتوحات الجغرافيّة الكبرى والطباعة متقدّمون عليهم علميّا وتقنيّاً وعسكريّاً بآلاف السنوات. واجهت إفريقيا الاستوائيّة وضعاً مشابهاً في القرن التاسع عشر وهناك أيضاً مثال أستراليا وغيرها. 



الصورة الملحقة لتونجا Tounga بطل Aidans الشهير على غلاف مجلّة tintin كممثّل للعصر الحجري القديم أو المتوسّط. لا أعلم كيف توصّل أشجع محاربيّ قبيلة الغمور Ghmour إلى حلاقة ذقنه بالأدوات المتاحة آنذاك ومع الأسف مات الفنّان - الكاتب ولم يعد الاستفسار منه في حيّز الإمكان.

No comments:

Post a Comment