Monday, August 7, 2017

دورا أوروپوس


تقعُ أنقاضُ هذه المدينة جنوب نهر الفرات وشمال غرب أبو كمال قرب قرية الصالحيّة في منطقة حدوديّة شَهِدَت لعدّةِ قرون صراعَ الإمبراطوريّة الرومانيّة مع غريمتِها الإيرانيّة الپارثيّة، إلى أن دمّرها الساسانيّون عام ٢٥٦ للميلاد. هذه الكارثة التي حلّت بالمدينةِ وأهلِها نعمةٌ للآثارييّن في مطلع القرن العشرين: التنقيبُ في المدن المهجورة بعد تدميرِها أسهل بكثير منهُ في المواقع المأهولة باستمرار (دمشق مثلاً).

اكْتُشِفَت ستةُ عشرٍ من المعابد في دورا  أوروپوس، منها كنيس يهودي وكنيسة مسيحيّة وهيكل كُرِّسَ لآلهة تدمر. من هذه الكنوز ما نُقِلَ إلى متحف دمشق الوطني ومنها إلى غَيرِهِ عبر عشرات السنوات قَبْلَ تخريب ونهب الموقع على يد مسلّحي الدولة الإسلاميّة بين ٢٠١١ و ٢٠١٤.

اللوحة المرفقة لرسم جداري من مقتنيات متحف دمشق يعود إلى القرن الأوّل للميلاد، ويمثّل كاهناً (الأوّل من اليسار) يدعى كونون إبن نيكوسترات يتأهّبُ لتضحيةِ قربانٍ أو قرابين مع أعوانِهِ. نرى في الوسط ابنته بيثانايا وعلى يسارِها أربعةً من الشباب يمثِّلون أحفادَه أو أبنائَهُ، وفي مقدّمة الصورة فتاةً صغيرةً وصبييّن. هذه اللوحة خليطٌ من الفنّ الهلنستي والتراث الشرقي والپارثي، وتمتاز بأنّها ثنائيّة الابعاد، أي لا تحترم قواعد المنظور، وأنّ جميع الأشخاص ينظرون جباهيّاً. الكهنةُ حفاةُ الأقدام على غرار عَبَدَة عشتار.  



Gérard Degeorge. Syrie. Art, histoire, architecture. Hermann, éditeurs des sciences et des arts 1983.

No comments:

Post a Comment