سوريّا شديدة الغنى بالعمارة عموماً والإسلاميّة منها خصوصاً، كما تتجلّى في أبهى حلّة في مدرسة الفردوس في حلب، أحد روائع الأبنية التي تعزّز مفهوم العمارة كأفضل معيار لتقييم مجتمعٍ ما، وإماطة اللثام عن إمكانيّاتِهِ التقنيّة والاقتصاديّة والفنيّة، ناهيك عن فِكْرِهِ. العمارةُ هي الشاهد الأكثر بلاغةً على علاقةِ الإنسان مع العالَم في لحظةٍ معيّنة من تاريخِهِ؛ إذ تبقى أطلال المشيّدات ملاذ الآثارييّن والمؤرّخين لرسم صورة ما كان من إنجازات البشر، بعد أن تتلاشى آخر آثار سائر أنشِطَتِهِم إلى غير عودة. ختاماً هناك في إبداعات العقل الإنساني هذه، ما يعوّضنا عن الاهتمام المكرّس لتاريخٍ لا يتعدّى كونَهُ سلسلةً لا نهاية لها من المجازر التي لطّخت الأرض بالدماء.
جيرار دوجورج، پاريس، أيلول سپتمبر ١٩٨٣.

No comments:
Post a Comment