Monday, October 14, 2024

من الكتابة إلى الأبجديّة



فتح اختراع الأبجديّة آفاقاً لا حدود لها من المعرفة وشكّل قفزةً هائلة كمّاً ونوعاً في تاريخ العلم والفكر. صاحب أو أصحاب الفضل في هذه المأثرة مجهولون أمّا عن أقدم الأبجديّات المعروفة فهي المكتشفة في أوغاريت، إذا قبلنا ما ذكره عدنان الجندي في "دليل متحف دمشق الوطني" وما تردّدهُ المناهج والمراجع السوريّة عموماً. الأسطر التالية تعريبٌ عن الدكتور Fortin (صفحة ٢٢٨) لنبذةٍ عن أحد أثمن مقتنيات متحف دمشق الوطني أُورِدُهُ كما هو وأترك التعليق للحواشي.


"هذا الرقيم شديد الأهميّة والسبب عائدٌ إلى قائمةٍ مؤلّفة من ثلاثين رمزاً ألفبائيّاً مسماريّاً على أحد وجهيه. استُعْمِلَت هذه الأحرف في أوغاريت قديماً وهي مكتوبةٌ من اليسار إلى اليمين موزّعةً على أربعة أسطر. ليست هذه الأبجديّة الأقدم في الشرق الأدنى ويبقى نظام الكتابة الأوغاريتي مع ذلك ذو أهميّةٍ بالغة في تطوّر الأبجديّة الفينيقيّة بعد بضع مئاتٍ من السنوات. تبنّت اليونان أبجديّة الفينيقييّن وبُنيَت الأبجديّة الحديثة في عصرنا بدورها على اليونانيّة. كلمة "ألفبائيّة" عينها مشتقّةٌ من أوّل حرفين من الأبجديّة اليونانيّة: ألفا وبيتّا. كانت اللويحة قيد الحديث على الأرجح تمريناً مدرسيّاً لتلميذٍ يتدرّب ليصبح كاتباً. أصبحت هذه المهمّة - بفضل الأبجديّة - أكثر سهولةً إذ بإمكانه تركيب كلمات تعبّر عن كافّة المفاهيم التي يمكن تخيّلها باستعمال ثلاثين رمزاً ليس غير. لا زلنا إلى اليوم نتمتّع بالفوائد التي أغدقها علينا هذا المنهج.


المصدر: أوغاريت - رأس شمرا.

العصر: البرونزي المتأخّر (حوالي ١٣٠٠ قبل الميلاد).

المادّة: الطين المشوي.   

الأبعاد: ٥٢ في ٣٧ من معاشير المتر.

الصورة: Jacques Lessard

من مقتنيات متحف دمشق الوطني."


انتهى الاقتباس عن Fortin وأعترف أنّه أثار لديّ من التساؤلات أكثر ممّا قدّم من الأجوبة.


- أوّلاً: لا الصورة مماثلة لرقيم أبجديّة أوغاريت الشهير ولا الأبعاد تطابق أبعادَهُ. هل يعني ذلك امتلاك المتحف لرقيمين للأبجديّة الأوغاريتيّة؟ 

- ثانياً: إذا لم تكن أبجديّة أوغاريت الأقدم فما هي الأقدم؟ موضوعٌ معقّدٌ من هذا النوع يتطلّب أخصّائييّن وخبراتٍ لا أملكها. 

- ثالثاً: هل المقصود بالأقدم - في حالة أبجديّة أوغاريت - أنّها أقدم قائمة بالأحرف الأبجديّة تمّ العثور عليها؟ بعبارة ثانية لم يستنبط الأوغاريتيّون الأبجديّة وكلّ ما في الأمر أنّ الظروف العرضيّة والطوالع الحسنة أوصلت إلينا رقيماً بأبجديّتهم دون سواها. 








محمّد أبو الفرج العشّ وعدنان الجندي وبشير زهديالمتحف الوطني بدمشق، دليل مختصر. المديريّة العامّة للآثار والمتاحف ١٩٦٩. 






Michel Fortin
, Syria, Land of Civilization. Les Éditions de l'Homme, Musée de la Civilisation de Québec 1999.

L'abécédaire d'Ougarit

Alphabet Primer 

No comments:

Post a Comment