لا أستغرب أن يضاهي أو حتّى يتجاوز عدد السورييّن خارج سوريّا اليوم عدَدَهم داخلها. الهجرة على قدمٍ وساق منذ مطلع القرن العشرين ولأسبابٍ اقتصاديّة بالدرجة الأولى مع تسارعات دوريّة أثناء الحروب وصلت إلى درجة الطوفان خلال المأساة الأخيرة. السوريّون اليوم موزّعون عبر القارّات والمسألة مسألة وقت قبل أن تندمج ذريّتهم وذريّة ذريّتهم في الأوطان الجديدة بعيداً عن "بلاد العُرْب" ولغة الضاد.
هناك من يهاجر قانونيّاً وهم الأغلبيّة وهناك من يفرّ محاولاً إنقاذ ما يمكن إنقاذه ولكن - وهذا موضوع المنشور - لا يأخذ أحدٌ منهم على علمي إذن الحكومة السوريّة في الهجرة ولا تسقط حقوقُه بالمواطنة السوريّة نتيجةً لها مهما طال الزمن والغياب، إلى الآن على الأقلّ.
يبدو أنّ الوضع كان مختلفاً تماماً في عهد الانتداب وأنّ ازدواجيّة الجنسيّة كانت ممنوعة بدلالة المرسومين الآتيين من العدد التاسع والعشرين للجريدة الرسميّة لدولة العلوييّن الصادر في العشرين من تمّوز يوليو عام ١٩٢٩. فيما يلي تعريبي للفقرتين المتعلّقتبن بالهجرة:
المرسوم رقم ١٧٧٩ الصادر في الثامن عشر من تمّوز يوليو عام ١٩٢٩:
بناءً على طَلَبِها، الموافقة للسيّدة ميليا بنت سليمان يوسف الخوري من قرية مشتى الحلو (قضاء صافيتا)، والتي تزوّجت في السابع والعشرين من شباط فبراير عام ١٩٢٩ من السيّد ميخائيل حنّا شحّود الحاصل على الجنسيّة الأمريكيّة، بالتخلّي عن جنسيّتها السوريّة في سبيل الحصول على جنسيّة زوجها.
المرسوم رقم ١٧٨٠ الصادر في الثامن عشر من تمّوز يوليو عام ١٩٢٩:
بناءً على طَلَبِها، الموافقة للسيّدة ماريانا بنت ابراهيم سليمان من قرية بيت زهرة (قضاء صافيتا)، والتي تزوّجت في السابع من كانون ثاني عام ١٩٢٩ من السيّد ابراهيم طحنة Tahné (؟) الحاصل على الجنسيّة الأمريكيّة، بالتخلّي عن جنسيّتها السوريّة في سبيل الحصول على جنسيّة زوجها.
No comments:
Post a Comment