هذا التمثال مذكور بشكلٍ عابرٍ في دليل متحف دمشق في سياق الحديث عن فنّ النحت في ماري ولكنّه من مقتنيات متحف حلب. الوصف الآتي عن Parrot.
يتجلّى كمال التقنيّة في جذع هذا التمثال ومع الأسف لم تنجح المساعي في العثور على قِسْمِهِ الأسفل. كانت الرأس مفصولةً عن الجسد عندما اكُتشِفَ النحت ومن حسن الحظّ بقي الوجه المتميّز بدقّةِ تفاصيلِهِ سليماً إلى درجةٍ كبيرة. القحفُ حليقٌ بالكامل واللحيةُ مشذّبةٌ بمنتهى العناية وتنحسر عن الشفتين لتبرزهما بوضوح. خصلات اللحية معقوصة ومتموّجة والقسم السفلي منها أقرب في شَكْلِهِ إلى المستطيل. الارتفاع ٢١ من عشيرات المتر.
يشكّل الحاجبان قوسين كبيرين مجوّفين ومقترنين ولربّما كان التجويفان في الأصل مرصّعَيْن. العينان لوزيّتا الشكل ومجوّفتان وهنا أيضاً من المحتمل أنّهما كانتا مرصّعتين. الأنف أقنى وأفطس إلى درجةٍ طفيفة. الشفتان مرسومتان بدقّة وثنية الفم تضفي الوقار - وبنفس الوقت البشاشة - على الوجه برمّته. الكتفان مستديران ومتناظران تماماً ممّا يبرز هيئة الذراعين الملتصقتين بالجسم والممدودتين إلى الأمام بطريقةٍ تعزّز انسيابيّة الجذع الذي يتناقص عرضُهُ باتّجاه الخصر. يمكن تمييز آثار نطاق (زنّار) حول الوسط لا ريب أنّ القصد منه تثبيت المئزر أو الثوب. اليدان بالأصل مضمومتان أمام الصدر كما هو الحال في كثيرٍ من تماثيل ماري ولكنّهما فُقِدَتا مع الذراع والمرفق الأيمن.
هناك نقش كتابي موزّع على أربعة أطرٍ صغيرة أعلى الظهر وخلف الكتف الأيمن ومنه نتعرّف على المدعو إدي ناروم. ليست وظيفة هذا الشخص بالمؤكّدة وعلّه كان مسؤولاً عن إمداد ماري بالقمح والطحين. إذا كان لنا أن نحكم من خلال العناية التي نُفِّذَ بها هذا التمثال فلا بدَّ أنّ صاحبه كان إنساناً ثريّاً يملك من المال ما يكفي لاستئجار نحّات ماهر. تعود هذه التحفة في رأينا إلى العام ٢٩٥٠ قبل الميلاد.
الصورة بعدسة André Bianquis التُقِطَت في كانون ثاني يناير عام ١٩٣٥.
محمّد أبو الفرج العشّ وعدنان الجندي وبشير زهدي. المتحف الوطني بدمشق، دليل مختصر. المديريّة العامّة للآثار والمتاحف ١٩٦٩.
No comments:
Post a Comment