أي المموّه بالمينا.
تحتوي الڤترينة الرابعة على آنيةٍ مموّهةٍ بالمينا وآنيةٍ تحملُ أشكالاً حمراء اللون، وزبادي (سلطانيّات) من نماذج ديلوس. هناك نوعان من الآنية الميناويّة، الأوّل مجرّد من الزخارف، ذو لون صافي أخضر زمرّدي أو أزرق سماوي، كتيم الزجاج. كُسيَت هذه الآنية بالمينا وفقاً للطرائق التقليديّة في مصر وسائر المشرق، أي بطلاء الصلصال بخليط من السيليكا والصودا محضّر بالتسخين. النوع الثاني يحمل زخارفاً بارزةً حيّة الألوان: أصفر، بنّي، أو أخضر. تأخذُ نماذج هذا النوع أشكال الكؤوس أو زهريّات الشرب الصغيرة في تقليدٍ للنماذج المعدنيّة. الكسوةُ كنايةٌ عن تزجيج برّاق أو ترصيص، نسبةً لاستعمال الرصاص وسطاً للعناصر المعدنيّة التي تعطي الإناء لونَهُ. تُطَبّق العجينة على جسم الإناء المقولَب. اكْتُشِفَ هذا الأسلوب في استعمال المينا والزخارف النافرة في العصر الهلنستي، ويُعْتَقَدُ أنّه انتشر بسرعةٍ من الإسكندريّة إلى آسيا الصغرى، وخصوصاً إلى طرسوس حيث بلغ التطوّر أوجَهُ. تواجدت في العهد الروماني ورشات لتصنيع الآنية الميناويّة في سوريّا وبلاد ما بين النهرين وإيطاليا حيث ازدهرت إلى درجة كبيرة.
الآنية ذات الأشكال الحمراء صيداويّة المصدر، نُفِّذَت على خلفيّةٍ سوداء تبعاً للتقنيّة اليونانيّة.
لدينا أيضاً الآنية الكتيمة البرنيق، على غرار ديلوس، التي تمركز فيها تصنيع هذه النماذج قبل انتشارِهِ في المشرق. نرى على هذه الأوعية ظلّين للّون البنّي، حُضِّرا سويّةً بالتسخين. شُكِّلَت هذه النماذج باستعمال قالبٍ وزّعَ زخارِفَها على عدّة أماكن باستعمال أدوات دمغ. أخيراً تُضافُ حافّةٌ طفيفة الاتّساع على جسم الإناء.
النصّ تعريب عن عبد الحقّ (صفحة ٩٧).
من مقتنيات متحف دمشق الوطني.

No comments:
Post a Comment