Tuesday, October 21, 2025

أوستاش دو لوريه ١٨٧٥ - ١٩٥٣

 


استقيت معظم المعلومات أدناه من كتاب Renaud Avez (المرجع أدناه). ما نعرفه عن المدير الأوّل للمعهد الفرنسي في دمشق Eustache de Lorey محدود، ومنه محاولتي تقديم ترجمة مختصرة بالعربيّة لشخصٍ لعب دوراً لا يمكن إهمالُهُ في تراث العاصمة السوريّة وتاريخها الثقافي. 


أولى الجنرال غورو اهتماماً خاصّاً لتاريخِ سوريّا وفنونِها وآثارِها، وسعى إلى إقامة بعثة أثريّة دائمة في المشرق (صفحة ٢٦) بالتعاون مع أكاديميّة النقوش والآداب التي أرسلت de Lorey إلى دمشق لهذا الغرض خريف ١٩٢١. اعتَبَرَ غورو de Lorey أخصّائيّاً في تاريخ دمشق، وكلّفَهُ بإنشاء متحف في قصر العظم (صفحة ٣٠)، واستطاع هذا الأخير التوفيق بين طموحاتِهِ الشخصيّة وافتتانِهِ بهذا الصرح العتيد. بدأت عمليّة شراء القصر من ٦٨ وريثاً في نيسان ١٩٢٢، وكلّفت الحكومة الفرنسيّة بالنتيجة ٢٢٠٠٠ ليرة ذهبيّة. خُصِّصَ قسمه الجوّاني الأكثر اتّساعاً مقرّاً للمعهد الفرنسي للآثار والفنون الإسلاميّة، بينما تحوّل البرّاني إلى مقرّ للمندوب السامي خلال إقامته في دمشق. عُيّن de Lorey مديراً للمعهد في ١٤ تشرين ثاني ١٩٢٢ (صفحة ٣٣). بوشِرَت عمليّات ترميم القصر وأضيفَت إليه دروسٌ للرسم وانضمّ إلى المعهد، في مطلع ١٩٢٢، خالد معاذ وعبد الوهّاب أبو السعود، "أوّل المستفيدين السورييّن من تعليم de Lorey" (صفحة ٣٦). أصبح معاذ أمين سرّ الآثار عام ١٩٢٣. 


لم يشارك de Lorey في الأبحاث الأثريّة أو الدراسات الميدانيّة إلى درجةٍ تستحقّ التنويه، واقتصر دورهُ على الإدلاء برأيِهِ كخبير في المواقع التي لم تحظى بآثارييّن فرنسييّن (صفحة ٣٧)، ولعب أيضاً دور مستشار للمندوب السامي ومحافظ لمتحف قصر العظم، واستطاع بشكلٍ أو بآخر أداء هذه المهام بفضلِ صلاتِهِ ومعارِفِهِ. 


انضمّ Jean Sauvaget إلى طاقم العمل لدى وصولِهِ إلى دمشق في كانون ثاني أو شباط  ١٩٢٤، وسرعان ما طغى وجودُهُ على دور de Lorey الذي كرّسَ اهتمامَهُ لمعرض پاريس للفنون والزخارف الحديثة المدعو للانعقاد في صيف ١٩٢٥ (صفحة ٣٨).


نأتي هنا إلى فاصل الثورة السوريّة وتحديداً هجوم الثوّار على القصر في ١٨ تشرين أوّل ١٩٢٥ (صفحة ٤١). استعان de Lorey، بعد أن وضعت الفتنةُ أوزارَها، بالجيش الفرنسي لإزالة الأنقاض، ووُضِعَ القصر تحت الحراسة وأُحيطَ بالأسلاك الشائكة حتّى ١٩٣٠ (صفحة ٤٣). ارتأى de Lorey (صفحة ٥٤) شراء مبنى جديد عوضاً عن السلاملك الذي لحِقَهُ الدمار، كحلّ عملي أقلّ كلفةً، بيد أنّ المسؤولين اختاروا الترميم وهكذا كان. 


تمتّع de Lorey بثقة سلطات الانتداب التي استشارتُه في الأعمال البلديّة والتخطيط العمراني (صفحة ٥٢) في دمشق وغيرها، وترأّس في نفس الوقت مدرسة الفنون العربيّة الحديثة والشعبة العلميّة للمستعربين (٥٧) على الرغم من عدم ثقة أعضاء هذه الأخيرة بكفاءتِهِ العلميّة؛ مع ذلك للرجُلِ إنجازاتهِ ما في ذلك من شكّ، وأهمّها على الإطلاق دوره، مع Marguerite van Berchem في كشف فسيفساء الجامع الأموي والإشراف على نَسخِها


تعرّض de Lorey في النصف الثاني من عشرينات القرن الماضي لعدّة انتقادات منها:


- تقارير الميزانيّة المبهمة وحياة de Lorey المترفة على حساب المصلحة (صفحة ٥٩).

- غادر خالد معاذ المعهد الفرنسي في الثلاثين من تشرين ثاني ١٩٢٦ وافتتح محلّاً للأثاث الشرقي في الصالحيّة (صفحة ٤٥). رفع de Lorey دعوى حماية حقوق الملْكيّة ضدّ معاذ في مطلع ١٩٢٨ (صفحة ٦٣) فحواها أنّ هذا الأخير قلّد نماذجاً صُنِّعَت في قصر العظم. أثارت هذه القضيّة استياء الدمشقييّن وانتباه المندوب السامي الذي أوعز إلى de Lorey أن يسحب دعواه، وأنّ الهدف من أعمال المدرسة ليس احتكار الصنعة ولا منافسة الحرفييّن المحلييّن، بل على العكس، شحذ همّتِهم وتشجيع انتاجِهِم. 

- اتّهمت الصحافة السوريّة (صفحة ٦٤-٦٥) de Lorey بالتجارة غير الشرعيّة للعاديّات.


ازداد الضغط على de Lorey الذي ترك دمشق في تمّوز ١٩٢٩ واستقال في نيسان ١٩٣٠ ليحلّ Sauvaget مؤقّتاً في إدارة المعهد، إلى أن عُيِّنَ Robert Montagne لهذا المنصب بدايةً من تشرين ثاني ١٩٣٠. 


أرفِقُ أدناه رابطاً بمؤلّفات de Lorey المتعلّقة بدمشق مع رابط الكتاب الذي استقيت منه المعلومات أعلاه، روابط صورة de Lorey، قائمة بكتاباتِهِ عموماً، وتاريخ ميلادِهِ ووفاتِهِ. 



Renaud Avez. L’Institut français de Damas au Palais Azem (1922-1946) à travers les archives. Damas 1993. 

Photographe (BNF). 

Eustache de Lorey (BNF). 

Eustache de Lorey, les ouvrages (BNF). 

Cénotaphes de deux dames musulmanes à Damas (avec Gaston Wiet). Syria. Archéologie, Art et histoire. Année 1921 (2-3)  pp. 221-225. 

L'état actuel du palais Azem. Syria. Archéologie, Art et histoire. Année 1925 (6-4)  pp. 367-372. 

Les mosaïques de la Mosquée des Omayyades à Damas (avec Marguerite van Berchem). Monuments et mémoires de la Fondation Eugène Piot. Année 1929 (30-1-2)  pp. 111-140.

Les mosaïques de la Mosquée des Omayyades à Damas. Syria. Archéologie, Art et histoire. Année 1931 (12-4)  pp. 326-349. 


No comments:

Post a Comment