كل عيد شكر وأنتم بخير. يستهلك الأمريكيّون في هذه المناسبة الوطنيّة السنويّة ٤٦ مليون ديك حبش في يومٍ واحدّ! هناك استثناءان لهذه القاعدة:
- تهريج الرئاسة الأمريكيّة في البيت الأبيض "بالعفو" عن واحد أو اثنين من هذه الطيور البائسة سنويّاً، يُسمح لها بالموت ميتةً "طبيعيّة" في مزرعةٍ ما.
- محاولات لولو الصغيرة إنقاذ ديك الحبش بأي ثمن من فأس أبيها السيّد عزيز.
هذا لا يعني أنّ لولو نباتيّة بأيّ حالٍ من الأحوال، بل على العكس. لولو تستسيغ لحم الديك ولكنّها لا تتحمّل التفكير في الكيفيّة التي وَصَل بها إلى المائدة، أي عمليّة ذَبْحِهِ ونَتْفِهِ.
الصور الملحقة من عدد مجلّة لولو رقم ٢٩، المؤّرخ في تشرين ثاني نوڤمبر ١٩٥٠. القصّة باختصار أنّ لولو ربحت جائزة يانصيب نَظَمَهُ جزّار الحيّ، وأنّ هذه الجائزة كانت ديك حبش ضخم قرّرت البُنَيّة أن تربّيه كحيوان، أو بالأحرى طائر، أليف. تواطأ السيّد عزيز مع أم لولو في مؤامرةٍ استهدفت قتل وطبخ الديك والتهامه على مائدة الشكر. فشلت الخطّة، كما يحصل عادةً في قصص الأطفال، ولم يجد أحدٌ من المعنييّن ما يكفي من قسوة القلب وغِلْظة الكَبِد لتضحية الطائر الذي انتهى به الأمر إلى حياةٍ رغيدة في حريّةٍ واطمئنان.
تعيّن على لولو وأهلِها وصديقِها طبّوش الاكتفاء بلحم البقر، على الأقلّ تلك المرّة.
أنا على مذهب المعرّي.













