Wednesday, November 26, 2025

لولو الصغيرة، عيد الشكر، وديك الحبش

 


كل عيد شكر وأنتم بخير. يستهلك الأمريكيّون في هذه المناسبة الوطنيّة السنويّة ٤٦ مليون ديك حبش في يومٍ واحدّ! هناك استثناءان لهذه القاعدة:


- تهريج الرئاسة الأمريكيّة في البيت الأبيض "بالعفو" عن واحد أو اثنين من هذه الطيور البائسة سنويّاً، يُسمح لها بالموت ميتةً "طبيعيّة" في مزرعةٍ ما. 

- محاولات لولو الصغيرة إنقاذ ديك الحبش بأي ثمن من فأس أبيها السيّد عزيز. 


هذا لا يعني أنّ لولو نباتيّة بأيّ حالٍ من الأحوال، بل على العكس. لولو تستسيغ لحم الديك ولكنّها لا تتحمّل التفكير في الكيفيّة التي وَصَل بها إلى المائدة، أي عمليّة ذَبْحِهِ ونَتْفِهِ. 


الصور الملحقة من عدد مجلّة لولو رقم ٢٩، المؤّرخ في تشرين ثاني نوڤمبر ١٩٥٠. القصّة باختصار أنّ لولو ربحت جائزة يانصيب نَظَمَهُ جزّار الحيّ، وأنّ هذه الجائزة كانت ديك حبش ضخم قرّرت البُنَيّة أن تربّيه كحيوان، أو بالأحرى طائر، أليف. تواطأ السيّد عزيز مع أم لولو في مؤامرةٍ استهدفت قتل وطبخ الديك والتهامه على مائدة الشكر. فشلت الخطّة، كما يحصل عادةً في قصص الأطفال، ولم يجد أحدٌ من المعنييّن ما يكفي من قسوة القلب وغِلْظة الكَبِد لتضحية الطائر الذي انتهى به الأمر إلى حياةٍ رغيدة في حريّةٍ واطمئنان. 


تعيّن على لولو وأهلِها وصديقِها طبّوش الاكتفاء بلحم البقر، على الأقلّ تلك المرّة. 


أنا على مذهب المعرّي.

Maenads and a tambourine player

 


A cylindrical pyxis featuring four dancing maenads with a tambourine player. 

Provenance:?
Substance: bronze. 
Dimensions: height 7.2 cm, upper diameter 4 cm, lower diameter 5.5 cm. 
Era: 2nd century CE. 
Photo: Marwān Mislmānī.  
Collection: National Museum of Damascus (acquired in 1950). 



Bašīr Zuhdī. Lamḥā ʿan al-ʾālāt al-musīqīyyā al-qadīmā wa mašāhid al-mūsīqīyyīin ʿala ʾāṯārinā al-fannīyyā. Annales archéologiques arabes syriennes 1972 (pp. 81-121).

أبلون وعرائس المروج

 


مشبك بيضويّ الشكل رُصِّعَ حجرهُ ضمن إطارِ مسنّنٍ من الذهب تتخلَّلُهُ سلسلةٌ من التخريمات الدائريّة. 


الحجر المركزي بنّي اللون، يحملُ نحتاً نافراً للإله أبلون الذي يجلس عارياً، متّكئاً بيدِهِ اليسرى على رمح. تقف امرأةٌ تصبُّ الخمرَ من إناءٍ إلى إناء على يمينِهِ، ونرى على يسارِهِ امرأةً جالسةً تأخذ بيدِها اليسرى اليدَ اليمنى لإله الجنس، إيروس، الذي يجلس بينها وبين أبلون ويلتفتُ بوجهِهِ إليها. 


القطعةُ آيةٌ في جمالِها وإتقانِها. 


المصدر: خسفين.

القطر الأعظمي ٥٥ من معاشير المتر. 

النصّ: عبد الحقّ (صفحة ١٣١ - ١٣٢). 

الصورة: Nicholas Randall

العصر: الروماني. 

من مقتنيات متحف دمشق الوطني



إضاءات على المتحف الوطني في دمشق. وزارة الثقافة، المديريّة العامّة للآثار والمتاحف ٢٠٠٦.


Sélim et Andrée Abdul-Haq. Catalogue Illustré du Département des antiquités Gréco-Romaines au Musée de Damas, 1951.
Highlights of the National Museum of Damascus. Media Minds LLC, [Lebanon], 2006.

Tuesday, November 25, 2025

Des musiciens et des instruments

 



A Woman and Her Lyre 







Dancing Maenads

Maenads and Satyrs

A Double Flute Player

Apollo and His Lyre

Eros and His Lyre

Ornement de sarcophage avec buste d'Apollon 

The Lyre Player 




ClichéMarwān Mislmānī.  

Pan and Olympus

 


Olympus
 
is a mythical musician who lived before the Trojan War and purportedly introduced instrumental music into Greece. He appears in works of art as a boy, sometimes instructed by Marsyas or Pan

Provenance: Ḥimṣ Governorate
Substance: bronze. 
Dimensions: 4.5 x 2.6 x 2 cm. 
Era: Roman.
Photo: Marwān Mislmānī.  


Bašīr Zuhdī. Lamḥā ʿan al-ʾālāt al-musīqīyyā al-qadīmā wa mašāhid al-mūsīqīyyīin ʿala ʾāṯārinā al-fannīyyā. Annales archéologiques arabes syriennes 1972 (pp. 81-121). 

ناووس الرستن: الوجه الخلفي

 


يرى الأستاذ شحادة أنّ الفنّان (أو الفنّانين) الذي نحت الوجه الخلفي للناووس غير من نفّذَ سائر مكوّناتِهِ. ليس هذا بالمستغرب ومن الطبيعي أن يتعاون العديد من الحرفييّن المَهَرة في عملٍ على هذه الدرجة من التعقيد والإبداع. 


عناصر الوجه الخلفي هي الآتية:


- مائدة جنائزيّة قمعيّة الشكل، تحمل مختَلف الفواكه، وترتكزُ على قاعدةٍ مرتفعة نحيلة الخصر. 

-  زوجٌ من الفتخاء، يجابهُ أحدهما الآخر. يضع الكائن على يسار الناظر قائِمَهُ الأيسر على قاعدة المائدة بينما يضع رفيقُهُ على اليمين قائِمَهُ الأيمن في الوضع المقابل. يلتفّ ذيلُ الحيوانين كالحلزون وتنتشر أجنحتُهُما إلى الوراء. 

- هناك شجرتان تؤطّران المشهد خلف الكائنين، وتشكِّلان الضلعين الجانبييّن لوجه الناووس الخلفي. 


ختم شحادة المقال بالتنويه "أنّ الفضل في إعلام المديريّة العامّة للآثار والمتاحف عن اكتشاف هذا التابوت يعود للسيّد العماد مصطفى طلاس نائب القائد العامّ ووزير الدفاع". 




كامل شحادة. تابوت الرستن، دراسة أوّليّة. الحوليّات الأثريّة العربيّة السوريّة، المجلّد الثاني والثلاثون ١٩٨٢ (صفحة ٥٩ - ٨٧).

Monday, November 24, 2025

Une chanteuse et une musicienne

 


La femme assise à gauche manipule de la main droite la harpe qu'elle tient de la main gauche. Une autre femme, vraisemblablement une chanteuse, se tient debout à sa droite.

Provenance: Hauran
Matière: terre cuite. 
Ère: deuxième siècle  av. J.-C.
Dimensions: 14.8 x 11 x 4 cm. 
Photo: Marwān Mislmānī.  
Collection: musée national de Damas.       


Bašīr Zuhdī. Lamḥā ʿan al-ʾālāt al-musīqīyyā al-qadīmā wa mašāhid al-mūsīqīyyīin ʿala ʾāṯārinā al-fannīyyā. Annales archéologiques arabes syriennes 1972 (pp. 81-121). 

ناووس الرستن: الوجه الجانبي الأيسر‎

 


يمثّل هذا الجانب، والتفسير لا يزال للأستاذ شحادة، معركةً بحريّةً انتصر فيه اليونانيّون على الطروادييّن. 


أبطال - وأشرار - هذا المشهدخمسةٌ: ثلاثةٌ منهم طرواديّون نراهم غرقى في أسفل الصورة، واثنان يونانيّان، يقف أحَدُهُما على يسار الناظر ويمتطي الآخرُ سفينةً تستندُ على مجدافٍ طويل على اليمين. 


هذا الوجه أقلّ إتقناناً من الأمامي والأيمن. الإطار الأدنى غير مكتمل والمقاييس أقلّ تناسباً.    


من مقتنيات متحف دمشق الوطني.


يتبع. 


كامل شحادة. تابوت الرستن، دراسة أوّليّة. الحوليّات الأثريّة العربيّة السوريّة، المجلّد الثاني والثلاثون ١٩٨٢ (صفحة ٥٩ - ٨٧).

الصورة عن عابد عيسى



ʿĀbid īsā. A Guide to the National Museum of Damascus 2006.

Sunday, November 23, 2025

ميشيل إيكوشار (١٩٠٥ - ١٩٨٥)

 


ترك Écochard بصماتِهِ على دمشق وغيرها، أحببنا ذلك أم كرهناه. فيما يلي محاولة لتعريف المهتمّن بأعمالِهِ ودراساتِهِ المتعلّقة بالعاصمة السوريّة دون سواها، وأترك الحكم لهُ أو عليهِ للقرّاء وذوي العلم.


اختصّ إيكوشار بهندسة العمارة والتخطيط العمراني والآثار، إضافةً إلى مواهِبِهِ في ركوب الدرّاجات والطيران الشراعي. التحق بمدرسة الفنون الجميلة في پاريس كطالب عمارة عام ١٩٢٥ ونال شهادَتَهُ عام ١٩٣٢. انضمّ إلى المعهد الفرنسي في دمشق عام ١٩٢٩، أي قبل تخرّجِهِ، بادئاً بالإقامة لفترة ثمانية أشهر في الشام. سرعان ما لمع نجمُهُ لدى مصلحة الآثار بصِفَتِهِ مهندساً للعمارة، ليصبح مستشاراً للحكومة السوريّة في هذا الاختصاص (من ١٩٣٢ إلى ١٩٣٩)، ثمّ مديراً للتخطيط العمراني في سوريّا (١٩٤٠ حتّى ١٩٤٤). 


القائمة التالية جردٌ بأهمّ أعمالِهِ في سوريّا عموماً ودمشق خصوصاً حسب تسلسلِها الزمني:


- قصر العظم في دمشق (١٩٣٥). أشرف إيكوشار على ترميم القصر، وإعادة بناء المكوّنات المتضرّرة نتيجةً لأحداث خريف ١٩٢٥.

- خطّة تنظيم وتوسيع دمشق، أو خطّة Danger، أو خطّة إيكوشار الأولى (١٩٣٦). 

- ضريح صفوة الملك (بالاشتراك مع Sauvaget). دراسة للآبدة السلجوقيّة الوحيدة المتبقّية في دمشق قبل هدمِها (١٩٣٨). 

- المدرسة العزيّة البرّانيّة (مع Sauvaget) عام ١٩٤٠.

- ثلاث حمّامات أيّوبيّة في دمشق (١٩٤٠): ستّي عدرا (اندثر)، البزوريّة، وأسامة. 

- حمّامات دمشق (جزأين) ١٩٤٢ - ١٩٤٣: دراسة شاملة وفريدة لا تزال المرجع الأساسي عن حمّامات المدينة إلى اليوم، بالاشتراك مع Claude Le Cœur.

- ترميم أوابد إسلاميّة في سوريّا (١٩٤٣): دمشق وحلب وحوران وحماة. مقالٌ مصوّر شديد الاختصار. 

- متحف دمشق الجديد (١٩٤٥). لإيكوشار اليد الطولى في تصميم متحف دمشق الوطني المبني عام ١٩٣٦، بما في ذلك واجهة قصر الحير الغربي، ومدفن يرحاي، وكنيس دورا أوروپوس (مع Pearson). 

- خطّة إيكوشار لتنظيم دمشق (مع الياباني Banshoya) عام ١٩٦٨.


كافّة هذه الأبحاث متوافرة للتحميل والقراءة، وهناك أيضاً كمٌّ لا بأس بِهِ أبداً من صور دمشق التاريخيّة بالأبيض والأسود.




Le Palais Azem de Damas . Gazette des Beaux-Arts, 1935. 
Le tombeau de Ṣafwat al-Molk (avec Jean Sauvaget). Les monuments Ayyoubides de Damas, livraison I. Institut Français de Damas 1938. 
La madrasa ‛Izziya hors-les-murs (avec Jean Sauvaget). Les monuments Ayyoubides de Damas, livraison II. Institut Français de Damas 1940. 
Trois bains ayyoubides de Damas. Les monuments Ayyoubides de Damas, livraison II. Institut Français de Damas 1940. 
Les bains de Damas: monographies architecturales (avec Claude Le Cœur). Institut Français de Damas 1942-1943. Imprimerie Catholique, Beyrouth. 

Photo album (Damas): 


Michel Écochard (1905 - 1985)

 


Le Palais Azem de Damas . Gazette des Beaux-Arts, 1935. 
Le tombeau de Ṣafwat al-Molk (avec Jean Sauvaget). Les monuments Ayyoubides de Damas, livraison I. Institut Français de Damas 1938. 
La madrasa ‛Izziya hors-les-murs (avec Jean Sauvaget). Les monuments Ayyoubides de Damas, livraison II. Institut Français de Damas 1940. 
Trois bains ayyoubides de Damas. Les monuments Ayyoubides de Damas, livraison II. Institut Français de Damas 1940. 
Les bains de Damas: monographies architecturales (avec Claude Le Cœur). Institut Français de Damas 1942-1943. Imprimerie Catholique, Beyrouth. 

Photo album (Damas): 


Renaud Avez. L’Institut français de Damas au Palais Azem (1922-1946) à travers les archives. Institut Français de Damas 1993 (pp. 62, 73, 88, 89, 91, 99, 105, 115, 119, 120, 121, 125, 152, 155, 156, 165, 169, 170, 171, 172, 173, 219, 229, 230, 239, 244).

كپل أرشيبالد كامرون كرزول (١٨٧٩ - ١٩٧٤)

 


أخصّائي إنجليزي في تاريخ العمارة، ومؤلّف كتاب موسوعي عن العمارة الإسلاميّة استهلك من عُمْرِهِ عشرات السنوات. طرح Creswell عام ١٩٢٠ مشروعَ دراسة العمارة الإسلاميّة في مصر، ونجح في إثارة اهتمام الملك فؤاد الذي شجَّعَهُ وخصّص له منحةً لتمويل أبحاثِهِ. بذَلَ Creswell قصارى جَهْدِهِ في عملٍ كاد أن يكون فرديّاً، تمخّض عنهُ بالنتيجة خمسةٌ من المجلّدات الضخمة، ووافت المنيّةُ المؤلِفَ قبل إنجاز المجلّد السادس. الأسطر التالية محاولةٌ منّي لإعطاء فكرة عن هذا المرجع الذي لا يُقَدّر بثمن. ليست كافّة أجزاء الكتاب متوافرة إلكترونيّاً مع شديد الأسف، والحصول على نسخة ورقيّة باهظ الثمن. أرفق مع المعلومات أدناه الروابط التي استطعتُ الحصول عليها. 


- العمارة الإسلاميّة المبكّرة: صدر الجزء الأوّل عام ١٩٣٢ والثاني ١٩٤٠ عن Oxford. أعاد الناشر طبع الكتاب، مزيّداً ومنقّحاً، على ثلاثة أجزاء عام ١٩٦٩ (٧٠٠ صفحة وأكثر من ٨٠٠ من الرسوم والصور والمخطّطات مع إضافة لوحات ملوّنة). راجَعَ Creswell الأوابد على ضوء المُكْتَشَفات الحديثة، مع إسهام خاصّ من Marguerite van Berchem في فسيفساء الجامع الأموي في دمشق وقبّة الصخرة في القدس. أُعيدَت طباعة الكتاب مجدّداً على ثلاثة مجلّدات من دار Hacker Art Books في الولايات المتّحدة الأمريكيّة عام ١٩٧٩. المجلّدان الأوّل والثاني (أو ما أسماه الناشر الجزء الأوّل) عن العمارة الأمويّة. المجلّد الثالث (= الجزء الثاني) عن العمارة في بدايات العهد العبّاسي، وعمائر الأموييّن في قرطبة، والأغالبة، والطولونييّن، والسامانييّن.  


- العمارة الإسلاميّة في مصر: مجلّدان صَدَرَ الأوّل عام ١٩٥٢ والثاني ١٩٥٩ عن Oxford، وأعادت دار Hacker Art Books نشر الكتاب عام ١٩٧٨. يغطّي المجلّد الأوّل العمارة الإخشيديّة والفاطميّة، بينما يتعرّض الثاني للعمارة الأيّوبيّة وبواكير عهد المماليك البحريّة. 


- "مختصر العمارة الإسلاميّة المبكّرة" (Penguin ١٩٥٨). أُعيدَت طباعَتُهُ أكثر من مرّة وتُرْجِم إلى العربيّة


- أخيراً ترك لنا Creswell مجموعةً هائلة من الصور التاريخيّة المتوافرة بالمجّان من جامعة Harvard


أُرْفِقُ مع المقال صورةَ المجلّدات الخمسة المتوافرة (طبعة ١٩٧٨ - ١٩٧٩)، ركّبتُها مع صورةٍ للعالِم الكبير التقطها عمر باسم في الجامعة الأمريكيّة في القاهرة عام ١٩٧٢.





K.A.C. Creswell (Wikipedia)

إرنست هرتسفلد (١٨٧٩ - ١٩٤٨)

 


آثاري ومهندس عمارة من مواليد ألمانيا ووفيّات سويسرا. درس Herzfeld أيضاً التاريخ القديم وتاريخ الفنّ وقام بعدّة رحلات إلى الشام والعراق وإيران وآسيا الصغرى، ويُعْتَبَر رائد تنقيب موقع سامرّاء في العهد الإسلامي (١٩١١ - ١٩١٣). هرتسفلد أوّل من تبوّأ منصب أستاذ دراسات آثار الشرق الأدنى في العالم (برلين عام ١٩٢٠)، وركّز اهتمامَهُ لاحفاً على فارس (إيران)، التي أمضى فيها جُلَّ وَقْتَهُ بين ١٩٢٥ و ١٩٣٤ في تنقيب المواقع الأخمينيّة ووصف أهمّ الأطلال. غادر هرتسفلد ألمانيا نهائيّاً، على خلفيّة أصولِهِ اليهوديّة، عام ١٩٣٥، وانضمّ إلى هيئة تعليم جامعة Princeton في الولايات المتّحدة الأميركيّة بين ١٩٣٦ و ١٩٤٤. 


مؤلّفات Herzfeld كثيرة ومعظمها بالألمانيّة. اخترتُ في القائمة التالية تَقْريرَه الأوّل عن التنقيب في سامرّاء (١٩١٢) بالألمانيّة، وتاريخ إيران الآثاري (١٩٣٤) بالإنجليزيّة، بهدف التعريف باهتماماتِهِ التي تركت له، على شمولِها واتّساعِها، ما يكفي من الوقت لكتابة أربعة مقالات بالإنجليزيّة عن دمشق في مجلّة الفنون الإسلاميّة (١٩٤٢ - ١٩٤٨)، بلغ طولُها مائتيّ صفحة مع العشرات من الصور الضوئيّة خارج النصّ. اقتصرت هذه الأبحاث على دمشق الإسلاميّة (البيمارستان النوري، المدرسة النوريّة، المدرسة العادليّة، تربة ابن المقدّم، التربة التكريتيّة، تربة صلاح الدين، وغيرها) مع دراسات معماريّة مقارنة بالأوابد الشبيهة، ومحاولة لتقصّي منشأ القباب المقرنصة. استعان Herzfeld بالنقوش الكتابيّة التي أدرجها بالعربيّة مع مقابلها الإنجليزي وعنيَ بإدراج مخطّطات ومساقط العديد من الأوابد التي دَرَسَها.  


لم تخلُ دراسات Herzfeld من الأخطاء (على سبيل المثال الخلط بين المدرسة الشبليّة والبدريّة) التي أشار إليها Sauvaget في مقالين نُشِرَ أحدهما عام ١٩٤٤ والثاني ١٩٤٦ (الرابطان أدناهُ). لا تقلّل هذه الهفوات من قيمة وأهميّة أبحاث الألماني الراحل، خصوصاً إذا أخذنا بعين الاعتبار كمّ ونوع أعمالِهِ وأنّ اهتمامَه لم يتمحور حول دمشق. 


هناك إسهامٌ آخر لهرتسفلد لا يُقَدّر بثمن: مجموعة هائلة من الأوراق والرسوم والخرائط والصور التاريخيّة عن الشرق الأدنى، منها المئات عن دمشق وحدها. بإمكانن الاطّلاع على كمٍّ لا بأس بِهِ من هذه الوثائق البصريّة على موقع Smithsonian.


كافّة الروابط الفائقة الملحقة مجّانيّة. 




Erster vorläufiger Bericht über die Ausgrabungen von Samarra. Herausgegeben von der General-Verwaltung der Königlichen Museen. Mit einem Vorwort von Friedrich Sarre. Dietrich Reimer, Berlin 1912.

Archaeological History of Iran, Schweich Lectures for 1934 

Damascus, Studies in Architecture I. Ars Islamica IX 1942 (p. 1-53).  
Damascus, Studies in Architecture II. Ars Islamica X 1943 (p. 13-70). 
Damascus, Studies in Architecture III. Ars Islamica XI-XII 1946 (p. 1-71). 
Damascus, Studies in Architecture IV. Ars Islamica XIII -XIV 1948 (p. 18-138). 



Jean Sauvaget
Notes sur quelques monuments musulmans de Syrie, à propos d'une étude récente. Syria. Archéologie, Art et histoire. Année 1944  (24-3-4)  pp. 211-231.
Notes sur quelques monuments musulmans de Syrie, à propos d'une étude récente. Syria. Archéologie, Art et histoire. Année 1946  (25-3-4)  pp. 259-267.

Flûte et tambour

 


Deux femmes, debout, vêtues d'une longue tunique retenue par une ceinture sur les hanches. L'une joue de la flûte, l'autre frappe sur un tambour. 

Terre rougeâtre. Faites dans un double moule. 

Provenance: Syrie du Nord. 
Ère: deuxième siècle av. J.-C.
Hauteur: 16 cm. 
Texte: Abdul-Hak (p. 92). 
Photo: Marwān Mislmānī.  
Collection: musée national de Damas.       


Sélim et Andrée Abdul-Hak. Catalogue Illustré du Département des antiquités Gréco-Romaines au Musée de Damas, 1951.
Bašīr Zuhdī. Lamḥā ʿan al-ʾālāt al-musīqīyyā al-qadīmā wa mašāhid al-mūsīqīyyīin ʿala ʾāṯārinā al-fannīyyā. Annales archéologiques arabes syriennes 1972 (pp. 81-121). 

ناووس الرستن: الوجه الجانبي الأيمن‎

 


يتمّمُ هذا الجانب المشهدَ الذي بدأ على الوجه الأمامي. أنقل في الأسطر التالية وصف الأستاذ شحادة مع الاختزال:


- الإطاران العلوي والسفلي متساويان من ناحية الارتفاع.

- تحتلُ خمسٌ من أوراق الخرشوف الإطارَ السفلي الذي نرى على زاويتِهِ اليمنى أرنباً صغيراً وعلى اليسرى كلباً. 

- ينتصِبُ محاربٌ على يسار الناظر إلى يسار ربّة النصر التي تحتلّ الزاوية كما رأينا. هذا المحاربُ عارٍ كسائر أبطال الملحمة. الرأس مفقودٌ وكذلك الطرف العلوي الأيمن المرفوع إلى الأعلى. التصوير جباهي، الطرفان السفليّان متباعدان، وتطأ القدم اليسرى فخذ المحارب الجاثم على ركبتيه إلى اليسار. تقبضُ اليد اليسرى على شعر المحارب المهزوم ونرى رأس حصانٍ بين ساقيّ المحارب الواقف. هناك جثّة محاربٍ مستلقٍ تحت رأس هذا الحصان، وجههُ باتّجاه الثرى وطرفه العلوي الأيمن مبسوطٌ في أسفل المشهد. تمسك اليد اليمنى للمحارب الصريع القدم اليسرى لربّة النصر، وكأنّه يحاول الاستغاثة بها. علّ الجواد جوادُهُ يبكي عليهِ كما رأينا في حالة الحصان على الوجه الأمامي. من المحتمل أنّ المحارب الواقف يحاول الذود عن جثّةِ زميلِهِ الساقط.  

- المحاربُ في المنتصف راكعٌ على ركبتيهِ كما رأينا، في وضعيّةٍ لا يُحْسَدعليها. الرأس مشوّهٌ. يبدو هذا المحارب على وشك تلقّي الضربة القاضية من المحارب الواقف إلى يمينِهِ. 

- المحارب التالي، حسب شحادة، فارسٌ يوناني مشوّه الرأس. 

- المحارب الأخير على يمين الناظر عارٍ باستثناء رداءٍ يلتفّ على ساعِدِهِ. الساق اليسرى مفتولة العضلات بينما تختفي اليمنى وراء المحارب الراكع في المنتصف. تمتشقُ إحدى اليدين سيفاً من غمْدِهِ. الرأس مشوّهٌ.


فسّر شحادة المشهد على الوجه الأمامي واستمرارَهُ على الوجه الجانبي الأيمن بأنّهُ يمثّل انتصار اليونانييّن على الطروادييّن. أتحفّظ بالقول أنّ نجاح اليونانييّن في هذه المواجهة بالذات - حسب الإلياذة - اقتصر على منعِ هكطور والطروادييّن من الاستحواذ على جثّة فطرقل، هذا إذا سلّمنا أنّ المشهد متمحورٌ حول فطرقل، وأعتقد أنّه كذلك فعلاً، إذا أخذنا بعين الاعتبار التصوير النمطي لمنيلاوس الذي يحمل جثّة البطل القتيل.   


من مقتنيات متحف دمشق الوطني

يتبع. 



كامل شحادة. تابوت الرستن، دراسة أوّليّة. الحوليّات الأثريّة العربيّة السوريّة، المجلّد الثاني والثلاثون ١٩٨٢ (صفحة ٥٩ - ٨٧).