شبكة أقنيّة التروية المشتقّة من نهريّ بردى والأعوج هي الأكمل والأوسع في العالم بأسره كإنجاز في الهندسة المائيّة hydraulic engineering أو هكذا على الأقلّ زعم الرحّالة الملّاح الاسكتلندي John MacGregor قبل مائة وخمسين عاماً. للتذكير الرجل مسيحي إنجيلي متديّن ويستعمل يشكل شبه دائم تسميات الكتاب المقدّس أبانة لبردى وفرفر للأعوج.
ينبع الأعوج-فرفر من سفوح حرمون (جبل الشيخ) من مصدرين أحدهما شمالي قرب عرنة والثاني جنوبي في جوار بيت جنّ. يتّحد هذان الجدولان بعد ثمانية أميال إلى الشرق (حوالي ثلاثة عشر كيلومتراً) لدى سعسع ليشكّلا نهر الأعوج الذي يتابع مساره لمسافة ستّة أميال (عشرة كيلومترات) إلى الجنوب والشرق ثمّ يستمرّ إلى الشرق نحو الكسوة ليصل بعد خمسة أميال إلى مسقط ماء قرب العادليّة يتلوّى بعدها بهدوء إلى أن ينتهي في الهيجانة وكما نرى على الخارطة يتفرّع النهر إلى شعبتين بعد نجهة قبل أن يصبّ في البحيرة المذكورة.
لا تسمح تعرّجات الأعوج بمرور أي مركب ولكن زورق Rob Roy الصغير قادر -والفضل لمهارة ربّانه- على ركوب أمواج هذا النهر كما شهد مئات من الأهالي المتحلقين حول معسكر الإفرنجي المغامر وشختورته العجيبة التي وصلت سرعتها في اليمّ إلى أربعة أو حتّى خمسة أميال في الساعة (ستّة إلى ثمانية كيلومترات). للمقارنة السرعة على اليابسة على الأقلّ ضعفيّ هذا الرقم على أنّ هذا لم يثبّط همّة الاسكتلندي العنيد الذي كان هدفه الاستطلاع وليس توفير الوقت أو المال.
الخريطة الصغيرة أعلاه مقتطعة من الكبيرة اللاحقة والهدف من الأولى التركيز على تروية منطقة دمشق بينما تظهر الثانية حوران ومنطقة المدن العشر Decapolis (جرش Gerasa وبيسان Scythopolis والحصن Hippos في الجولان وأم قيس Gadara و Pella في طبقة فحل في الأردنّ وعمّان Philadelphia و Capitolias في بيت رأس في الأردن والقنوات Canatha و Raphana في الأردنّ وطبعاً دمشق). بلغت هذه الحواضر شأواً بعيداً في العهد الروماني.
للهيجانة حديث مستقلّ.
No comments:
Post a Comment