Friday, January 31, 2020

إيوان البيت الشامي


أطلقت تسمية الإيوان أو الليوان في عدد من المصادر التاريخيّة على الطزر وهو كما رأينا القسم المرتفع في قاعة البيت الشامي (بينما يدعى القسم المنخفض العتبة). المقصود في منشور اليوم ليس هذا الإيوان-الطزر بل إيوان الصحن وهو كناية عن غرفة ذات ثلاث جدران شاهقة تطلّ من جهتها الرابعة المفتوحة على صحن البيت المركزي وتهيمن عليه ويمكن لارتفاعها الذي يعادل كافّة ارتفاع البيت (أي الطابقين الأرضي والأوّل) أن يصل لعشرة أمتار. 

يتواجد الإيوان عادة في الجدار الجنوبي للصحن (مقابل القاعة في جداره الشمالي) ويسمح ارتفاعه بالاحتفاظ بهواء الليل البارد حتّى اليوم التالي ممّا يجعله مكاناً مثاليّاً للجلوس والاسترخاء في الفصول الحارّة (أي معظم السنة في دمشق). يستعمل الإيوان كغرفة معيشة واستقبال حيث تقدّم القهوة والشاي والأركيلة والحلويّات للضيوف. 

تزيّن عصابات من الأبلق الفسم السفلي لجدران الإيوان حيث تنتظم الألوان البيضاء والبرتقاليّة والرماديّة الداكنة على الجبس بعضها فوق البعض وتزدهي الأقواس والألواح فوق الأبواب والمحاريب والنوافذ بنماذج زخرفيّة من العناصر النباتيّة والهندسيّة المشغولة بعجينة حجريّة ملوّنة وكلّ هذا يؤكّد الخاصيّة التي ميّزت الدور الشرقيّة عموماً والشاميّة خصوصاً ألا وهي التوجّه من المحيط إلى المركز فحول الصحن تتوزّع الواجهات الفخمة والنوافذ الكبيرة وليس على جدار البيت الخارجي كما هو الحال في منازل القرن العشرين التي تبعت الأنماط الغربيّة. 



الصورتان من محموعة البارون Oppenheim لإيوان بيت المنيّر؟ Bet Muneijir الدارس وكما رأينا تواجد هذا البيت في الشاغور الجوّاني شارع نزلة حمّام القاضي مقابل جامع القلعي. 




Anke Scharrahs. Damascene 'Ajami Rooms. 2013

No comments:

Post a Comment