اعتقدت أنّ بداية الجريدة الرسميّة لدولة العلوييّن كانت في العام ١٩٢٥ وأنّها كانت حصراً بالفرنسيّة. يعود الفضل في إرشادي إلى هذا المصدر التاريخي القيّم إلى الصديق العالم الدكتور سليمان عبد النبي رئيس تحرير موقع التاريخ السوري المعاصر الذي طرح في أواخر صيف ٢٠٢٣ فكرة أن أقوم بتعريب مختارات منه لجعلها أقرب مُتنَاولاً للمهتمّين. استهواني المشروع ووعدته بالمحاولة خصوصاً وأنّ الأعداد المتوافرة على موقع المكتبة الوطنيّة الفرنسيّة تغطّي ثمانية أعوام فقط نهايةً بسنة ١٩٣٢. لا داعي للتذكير أنّ نقل الآلاف من الصفحات من اللغة القانونيّة إلى العربيّة يتجاوز إمكانيّات شخص واحد حتّى لو كان متفرّغاً ومنه قراري تعريب الفهارس فقط مع بعض الاستثناءات.
اكتشفت بعد عدّة أشهر وجود ملحق بالعربيّة للعددين الخامس والثلاثين والسادس والثلاثين من العام ١٩٢٩ وتلى ذلك العدد الثاني والأربعون من العام ١٩٣٠ المتوافر بالكامل بالعربيّة على موقع BNF عندما لفت الصديق الضليع الأستاذ خلدون عجّان نظري أنّ كافّة أعداد الجريدة المذكورة كانت تصدر بالعربيّة والفرنسيّة بيد أنّ الأعداد العربيّة ضائعة أو مبعثرة هنا وهناك في بعض المجموعات الخاصّة أو لدى باعة الكتب القديمة. أدين للأستاذ عجّان أيضاً بإرشادي إلى رابط العام ١٩٣٧ على BNF.
الحصول على الأعداد الأصليّة بالعربيّة أفضل بما لا يقاس من أي تعريب لفهارسها ومع ذلك قرّرتُ إتمام ما باشرتُهُ إلى أن يقيّض الله لها من يجمعها ويوثّقها وينشرها إلكترونيّاً.
آخر المفاجآت كان اطّلاعي، أيضاً بفضل الأستاذ عجّان (ومكتبة نيويورك)، على روابط الأعوام ١٩٢١ - ١٩٢٤ وهذه الأعداد، لحسن الحظّ،، متوافرة بنسختيها العربيّة والفرنسيّة تحت اسم: دولة العلوييّن النشرة الشهريةّ (الرسميّة) للأعمال الإداريّة.
تغيّر اسم الجريدة عبر السنوات بتغيّر الوضع القانوني للساحل السوري من "النشرة" إلى "جريدة دولة العلوييّن" إلى "جريدة حكومة اللاذقيّة" ثمّ "جريدة محافظة اللاذقيّة". لا أعلم تاريخ توقّف إصدارها ولكنّها استمرّت حتّى عام ١٩٣٧ على الأقلّ أمّا عن أعدادها العربيّة فلا أستغرب إن كان مصير معظمها "ورق صرّ" لدى باعة البزر والقضامة.
أملي أن يأتي اليوم الذي يجمع فيه السوريّون الأعداد الورقيّة للنسخة العربيّة ويمسحونها ضوئيّاً ويحمّلونها على الشبكة ليستفيد منها طلبة العلم، كما فعل الفرنسيّون والأمريكيّون بالنسخ المتوافرة من الطبعة الفرنسيّة.


No comments:
Post a Comment