Tuesday, July 8, 2025

ذئبة الكاپيتول

 


الأسطورة

رأينا كيف ترك البطل الطروادي إينياس وطَنَهُ طعمةً للنيران، وكيف وقع في غرام أليسار - دايدو، مؤسِّسَة قرطاج، إلى أن انتهى به المطاف إلى إيطاليا التي استقرّ فيها حيث أسّس ابنُهُ مدينة ألبا لونغا. تعاقب على عرشِ المدينة ثلاثةُ عشر من الأجيال إلى أن نصِلَ إلى الملك Numitor الذي أنجب توأمين أحدهما ذكرٌ والثانية أنثى اسمها Rhea Silvia. الأحداث التالية مألوفةٌ في رواياتٍ من هذا النوع. باختصار أراد Amulius أخو الملك أن يستأثر بالعرش فقَتَل الصبي وأرسل البنيّة إلى حياةِ رَهْبَنَةٍ كإحدى الوستالات (عذراوات نَذَرْنَ أنفسهنّ للربّة Vesta). اعتقد العمّ الشرّير أنّه تخلّص من وريثة أخيه الشرعيّة إلى الأبد بيد أنّ لم يأخذ الأرباب بالحسبان وبالفعل قام المرّيخ، إله الحرب، باغتصاب الفتاة التي ولدِت له، بدورها، توأمين من الذكور: رموس ورومولوس عام ٧٧١ قبل الميلاد. نزِلَ خبر الولادة على Amulius نزول الصاعقة فأمر أحد عمّالِهِ بقتل التوأمين ولكنّه، هذه المرّة، لم يأخذ المشاعر الإنسانيّة بعين الاعتبار إذ اكتفى المأمور بإلقاء الطفلين في نهر التيبر وبالنتيجة جَرَفَهُما التيّار إلى اليابسة حيث تولّت أنثى ذئب إرضاعَهما إلى أن شبّا عن الطوق وأطاحا بحكم عمِّهِما قبل أن يؤسّسا رومية عام ٧٥٣ قبل الميلاد، طبقاً للتاريخ المُتَعارف عليهِ. 


النحت

سبق وتعرّضنا إلى الساكف ككلّ واليوم نأتي إلى القطعة التي تجسّد الأسطورة. يصوّر النحت أنثى حيوان رباعيّ القوائم من منظور جانبي وليس هناك أدنى شكّ في كونها ذئبة الكاپيتول الشهيرة التي تستدير برأسِها نحو الخلف باتّجاهِ طفلين يرضعان من أضْرِعِها. هذا المشهد رمزٌ رومانيٌّ معروفٌ منذ القِدَم. 


المصدر: فيق. حصلت مصلحة الآثار على هذه القطعة عام ١٩٢٥.

المادّة: بازلت. 

العصر: القرن الثاني إلى الرابع للميلاد. 

النصّ: بتصرّف عن Weber (صفحة ٦٧).   

من مقتنيات متحف دمشق الوطني






Thomas M. Weber. Sculptures from Roman Syria in the Syrian National Museum of Damascus. Vol I, from Cities and Villages in Central and Southern Syria. Wernersche Verlagsgesellschaft. Worms. 2006

No comments:

Post a Comment