نرى على الجانب العلوي للإطار أربعةَ صفوف من الغدرونات godron تفصلِها في المنتصف ثلاثةُ خطوطٍ عموديّة. زخارفُ الجوانب الثلاثة المتبقيّة كنايةٌ عن سلسلةٍ من المثّلثات .
ينتصب النبي دانيال في منتصف اللوحة، رافعاً ذراعيهِ في إيماءةِ صلاةٍ، وشاخصاً بعينيهِ إلى اليسار عوضاً عن السماء. الرداءُ سترةٌ يونانيّة الطراز، مع نطاقٍ معقودٍ حول الخصر يتدلّى في هدبين. السترةُ مطرّزةٌ باللآلئ تحت العنق، مع شريطين عريضين أمام الصدر على الجانبين. أسفلُ الرداء مزيّنٌ بقطعتين مربّعتين. الكمّان مشمّران فوق المرفقين. وجهُ النبي مؤطّرٌ بشعرٍ كثيفٍ وطويل، مع عصابةٍ على جبينِهِ وقرطين يتدلّيان من أذنيهِ. لحيةُ دانيال آشوريّة الطراز، ويحقّ لنا التساؤل فيما إذا استلهم النحّات المسيحي من ملحمة جلجامش، وتعمّد تصوير النبي على غرارِ بطلٍ من بابل. دانيال محاطٌ بأسَدَين منتصبيّ الذيل، يُكشِّران عن أنيابِهِما ويتأهّبان للوثوبِ على الضحيّة. يوحي غيابُ لبدةِ الحيوان على يمين الناظر بأنّهُ لبؤة. هناك طاووسان جاثمان على نهايتيّ ذيل الأسدين، يتدلّى من منقارِ كلٍّ منهما عنقودٌ ضخمٌ من العِنَب.
من المعروف أنّ دانيال أُلقي في جبّ الأسود مرّتين. الأولى في عهد داريوس المادي أو الميدي (دانيال الأصحاح السادس، الآية السادسة عشرة):
"حِينَئِذٍ أَمَرَ الْمَلِكُ فَأَحْضَرُوا دَانِيآلَ وَطَرَحُوهُ فِي جُبِّ الأُسُودِ. أَجَابَ الْمَلِكُ وَقَالَ لِدَانِيآلَ: «إِنَّ إِلهَكَ الَّذِي تَعْبُدُهُ دَائِمًا هُوَ يُنَجِّيكَ».
المرّة الثانية في عهد قورش، عندما تدخّل حبقوق ليجلب الطعامَ للنبي (تتمّة دانيال، الأصحاح الرابع عشر، الآية الثالثة والثلاثون):
"فَقَالَ مَلاَكُ الرَّبِّ لِحَبَقُّوقَ: «احْمِلِ الْغَدَاءَ الَّذِي مَعَكَ إِلَى بَابِلَ إِلَى دَانِيآلَ فِي جُبِّ الأُسُودِ».
ألهمت هاتان الحادثتان الفنَّ المسيحي الذي مثّلهُما مراراً وتكراراً.
المصدر: رسم القنافذ (قرب السلميّة).
المادّة: الجير.
الأبعاد (عشيرات المتر): ١٠٨ في ٨٠ في ٢١.
العصر: قرابة نهاية القرن السادس للميلاد.
النصّ: جوزف نصر الله.
من مقتنيات متحف دمشق الوطني.

No comments:
Post a Comment