Thursday, December 25, 2025

المريميّةُ بين زمنين

 


البناء الجملوني على اليسار في الصورة العليا هو الكنيسة أو الكاتدرائيّة المريميّة كما بدت حوالي عام ١٩٠٠. الصورة السفلى تعود إلى العام ٢٠٠٦. الكنيسة الأصليّة بيزنطيّة، ولربّما عادت إلى العهد الروماني. ذَكَرَ المؤرّخون أنّ الوليد بن عبد الملك تركها ڵلمسيحييّن بعد أن باشرَ ببناءِ جامع بني أميّة على أنقاض هيكل المشتري وكنيسة يوحنّا المعمدان. عانت الكنيسةُ كغيرِها من غوائِلِ الزمن وأهواء البشر والحروب والكوارث الطبيعيّة. دُمّرت المريميّة عام ١٢٦٠ لڵميلاد عندما انسحب المغول من دمشق معد هزيمتهم غلى يد المماليك في معركة عين جالوت. امتعض بعضُ مسلميّ المدينة من تسامح الغزاة مع مسيحيّي دمشق (*)، وما اعتبروه تصرّفاتٍ افتزازيّة من النصارى تحت حماية العدوّ، فصبّوا جام غَضَبِهِم غلى الكنيسة. أُعيد بناءُ المريميّة عدّة مرّات لاحقاً، ووصفها پورتر عام ١٨٥٥ بأنّها "بناء حديث". أصبَحَ هذا البناء "الحديث" قاعاً صفصفاً مع سائر الحيّ المسيحي أثناء مجزرة ١٨٦٠. موّلَ الروسُ إعادةَ بنائِها مجدّداً وحالَتُها اليوم جيّدة. الموقع داخل سور المدينة شمال الشارع المستقيم وشرق مكتب عنبر. 


* كتبغا عامل هولاكو مسيحي من النساطرة. 



Stefan Weber. Damascus, Ottoman Modernity and Urban Transformation. Proceedings of the Danish Institute in Damascus V 2009.
Top photo: circa 1900 courtesy of Wold-Dieter Lemke.
Bottom photo: Weber 2006.

No comments:

Post a Comment