حيكَت أثمنُ الأنسجة من الصوف والحرير. صُبِغَ الصوف بعدّة ألوان أهمُّها الأرجواني. استُخْرِجَ الأرجوان من مفرزات غدد المريق، أحد الرخويّات المتوسطيّة. تقتصِرُ كميّة الصباغ المُسْتَخْلَصة من القوقعة على قطيراتٍ معدودة، وبالتالي لا بدّ من غلي آلافٍ من هذه الكائنات للحصول على الكميّة المطلوبة. يُضافُ الصباغ إلى الصوف ثمّ يُغْلى في الهواء الطلق لمدّة تسعة أيّام تتصاعدُ خلالَها مِنْهُ روائحٌ كريهةٌ. استوردت تدمر أقمشَتَها الصوفيّة المصبوغة من صور وصيدا.
استُورِدَت الحرائرُ من الصين، ولا غرابة في مصادفة الحرير في تدمر نظراً لوقوعِها على الطريق الذي يحمِلُ هذه التسمية، ويصل بين الشرق الأقصى والبحر المتوسّط. تدلّ بقايا الثياب التي اكْتُشِفَت في قبور تدمر على النوعيّة العالية للأقمشة مع تطريزاتِها البديعة. هناك شبهُ بين نماذج التطريز والعناصر الزخرفيّة على نحت عمارةِ هذه القبور.
النصً: تعريب بتصرّف عن Fortin (صفحة ٢٦٤ - ٢٦٥).
الصورة: عابد عيسى.
من مقتنيات متحف دمشق الوطني.

No comments:
Post a Comment