Tuesday, June 20, 2017

دليل زائر دمشق في منتصف القرن العشرين

ما أقلّ الكتب السياحيَة وغير السياحيَة عن دمشق مقارنة مع أي عاصمة أو حتى مدينة متوسطة في أوروبا الغربيًة خاصة إذا أخذنا بعين الإعتبار تاريخ المدينة الطويل وعراقتها وغناها بالمعالم الأثريًة والكنوز الفنيًة. 

كان هذا الكتيّب الصادر باللغة الإنجليزيَة عن Librairie Universelle في لبنان عام 1949 محاولة لسدَ هذه الثغرة. المؤلف هو السيَد جميل روحي وله عدَة كتب عن لبنان وسوريَا والكتاب Damascus Gate of a World ينتمي إلى سلسلة معروفة للسيَاح وهي Green Guide Books. الكتاب كتاب جيب 11 سم في 15 سم بطول حوالي 70 صفحة تزيَنه 8 لوحات تحتوي على صور فوتوغرافيَة بالأبيض والأسود لبعض أشهر معالم المدينة: الجامع الأموي، قصر العظم، التكيَة السليمانيَة، الجامعة السوريَة، فندق الشرق، الكنيسة المريميَة، ساحة المرجة، وبناء مؤسسَة مياه عين الفيجة. المصوَرون جورج درزي، بوياجيان، Gulbenk. يحتوي الدليل أيضاً على خريطة مطويَة للمدينة 24 سم في 35 سم. 


يقدَر المؤلف عدد سكَان المدينة بحوالي 310,000 وينتقل بعد لمحة جغرافيَة سريعة عن دمشق ووادي بردى إلى سرد لتاريخها يتجاوز 15 صفحة بادئاً من الأصول التي تختلط فيها الحقائق مع الأساطير ليصل إلى "النظام الجديد" عندما "استلم قائد الجيش السوري الحكم" في 30 آذار 1949 و"استقال رئيس الجمهوريَة" في 6 نيسان. المقصود طبعاً إنقلاب حسني الزعيم والذي عيَن لجنة لكتابة دستور للبلاد ومن ثم صدَق هذا الدستور بعد "استفتاء شعبي" وكان من "منجزات" هذا النظام الجديد إلغاء الأوقاف الذريَة وتدشين قانون مدني جديد وانتهاج سياسة التعاون على الصعيد الدولي وفقاَ "لروح ميثاق الأمم المتحدة". ما علينا.. الكتاب بالنتيجة سياحي بالدرجة الأولى وأشك أن سائح ذلك الزمان قد أعار السياسات المحليَة السورية أو حتى الشرق أوسطيَة الكثير من الإهتمام هذا إذا قرأ الأسطر القليلة التي تعرَضت لها على الإطلاق. 


الشطر الأكبر من الكتاب مخصَص لزيارة ممنهجة للمدينة تبدأ من ساحة المرجة ومن ثم القلعة وسوق الخجا يليها سوق الأروام والحميديَة والعصرونيَة فالبيمارستان النوري والجامع الأموي وضريح صلاح الدين والمدرسة الظاهريَة والعادليَة والخانات العديدة وأشهرها طبعاً خان أسعد باشا الواقع في سوق البزوريَة بالقرب من قصر العظم. يصف الكاتب هذه المعالم باختصار ويتعرَض لتاريخها قدر الإمكان. يتابع القارىء أو السائح جولته خارجاً من باب الجابية ومبتعداً عن مركز المدينة باتجاه حيَ الميدان وطريق قافلة الحجَ مروراً بجامع سنان باشا ومقبرة الباب الصغير إلى جامع مراد باشا والمصطبة أو الزاوية السعديَة نهاية ببوابة الله.

ننتقل بعد هذا إلى الأحياء الغربيَة: شارع النصر وجامع تنكز ومحطة الحجاز في القنوات إلى الجامعة السوريَة (سابقاً الثكنة أو القشلة الحميديَة) والتكيَة السليمانيَة والمتحف الوطني. الخطوة التالية زيارة الحيَ المسيحي أو حيَ باب توما والتعرَف على بعض الكنائس خاصة المريميَة وحنانيا مع ذكر خاص لبيت شاميَة

بعد استعراض سريع لحيَ الصالحيَة وجامع الشيخ محيي الدين  نبدأ بزيارة "المدينة الحديثة" من المرجة إلى جسر فيكتوريا فشارع فؤاد الأوَل (بور سعيد حاليَاً). إذا أخذنا ترام رقم 4 في المرجة إلى المهاجرين فسوف نمر بالتجهيز والبرلمان وسنرى على اليسار "شارع بريطانيا" (حاليَاً أبو رمَانة). يتابع الراكب إلى  محطَة عرنوس وعلى يساره الشارع المؤدَي إلى حيَ الروضة الأنيق ومن ثمَ إلى الجسر الأبيض وحي المهاجرين الذي يمرَ بالقصر الرئاسي قبل أن نصل إلى آخر الخطَ ونقف قبيل قبَة السيَار

لا يخلو هكذا دليل من الدعايات وأهمَها لشركة طيران Pan American والبنك العربي المحدود (مركره في "القدس فلسطبن") وشركة أصفر وسركيس (تحف وسجَاد وأقمشة ومجوهرات) وحلويَات غراوي والمخزن الهندي الشرقي (حرير وسجَاد وغيرها). 





No comments:

Post a Comment