جامع الشيخ محيي الدين في صالحيّة دمشق أوّل جوامع العهد العثماني في المدينة ويستحقّ كتاباً كاملاً إن لم نقل كتباً. أقتصر في لأسطر التالية على وصف فنّي مختصر للقاشاني فيه عن الفرنسي Degeorge أمّا الصورة فهي من الحوليّات الأثريّة العربيّة السوريّة.
تلاصق تربة ابن عربي الجامع من جهة الشرق وتعلوها قبّة تستند على رقبة واحدة ولكن اللافت للنظر فيها مربّعات الخزف التي تغطّي جدرانها الداخليّة إلى ارتفاع خمسة أمتار عن مستوى الأرضيّة. تتوسّط شجرة سرو كلّاً من هذه المربّعات ونرى على كلٍّ من أضلاعها الجانبيّة نصف سروة ويتكرّر هذا العنصر الزخرفي بكل بساطة بصفّ المربّعات جنباً إلى جنب. يظهر لوح مكوّن من تسعة مربّعات في مركز الجدار الشرقي وعليه ثلاثة أقواس محمولة على أعمدة لولبيّة يعلوها أهلّة ويتدلّى من ذروتها مصابيح للجامع. كتبت كلمات "الله" و "محمّد" و "أبو بكر" و "عمر" فوق هذه الأقواس ونرى في الفتحة تحت القوس المركزيّة مزهريّة يشعّ منها القرنفل وفوقها "العزّة لله" وفي كلّ من الفتحتين تحت القوسين الجانبيّتين سروتان تحت الزوج الأيسر "عثمان" والأيمن "علي".
تتبع هذه المربّعات سواءً من ناحية التقنيّة أم من ناحية الألوان (الأزرق الفاتح والأخضر الزيتوني لعناصر الزخرفة فوق الخلفيّة البيضاء) المدرسة الشاميّة التقليديّة رغم وجود شجر السرو الذي يميّز الزخارف العثمانيّة عموماً. لا شكّ في كون قاشاني جامع الشيخ محيي الدين من نتاج ورشات محليّة.
عفيف بهنسي. القاشاني الدمشقي. الحوليّات الأثريّة العربيّة السوريّة المجلّد الخامس والثلاثون ١٩٨٥.
Gérard Degeorge. Damas: Des Ottomans à nos jours. L'Harmattan (1994).
Annales Archéologiques Arabes Syriennes. XXXV 1985 (photo).
No comments:
Post a Comment