زارها ابن بطوطة عام ٧٢٥ للهجرة (١٣٢٤-١٣٢٥ للميلاد) وقال أنّها أكبر مدارس الحنفيّة في دمشق وبها يحكم قاضي القضاة الحنفي. تنسب هذه المدرسة لنور الدين زنكي وأنجزت في شعبان ٥٦٧ (نيسان ١١٧٢) لينقل الصالح اسماعيل إليها جثمان والده نور الدين الذي توفّي في القلعة ليكون هذا الأخير أوّل من دفن في مدرسة بناها من الأمراء. تواجد فيها عام ١٣٢٨ (١٩١٠ للميلاد) ١٨ غرفة وثمانية طلّاب ووصفها العلبي عام ١٩٨٩ كجامع بخطبة يقيم فيه الشيخ عبد الرحيم الشاطر الذي درّس فيها على امتداد أربعين عاماً وأضاف أنّ المحافظة اقتطعت شطراً من الصحن الشمالي لتوسيع الطريق ثمّ غيّرت رأيها وجعلته حديقة. بقي من المدرسة ضريح نور الدين والواجهة الشرقيّة وبعض الأقواس في الجناح الشمالي.
زارها ابن جبير في سنة ٥٨٠ (١١٨٤) فقال:
ومن أحسن مناظر الدنيا منظراً مدرسة نور الدين رحمه الله وبها قبره وهي قصر من القصور الأنيقة ينصبّ فيها الماء في شاذروان وسط نهر عظيم ثمّ يمتدّ قي ساقية مستطيلة إلى أن يقع في صهريج كبير وسط الدار فتحار الأبصار في حسن ذلك المنظر.
جدّدت حوالي ٦٨٧ (١٢٨٨).
حافظت المدرسة على مخطّطها ومظهرها العامّ رغم ترميم وصفه Degeorge بالكارثي عام ١٩٩٠. يبدأ المدخل في الشرق (مخطّط Herzfeld) بباب خارجيّ فممرّ ضيّق فدهليز (دركاه إذا شئنا) تعلوه قبوة متصالبة voûte d'arêtes أو cross vault فباب ثانٍ فإيوان. يتوسّط الصحن حوض تربطه قناة صغيرة بشاذروان في جدار الإيوان الغربي. يقهع بهو الصلاة في الجانب القبلي للمدرسة ويمكن الدخول إليه من ثلاث منافذ baies ويعلوه سقف مسطّح. يقع الإيوان الكبير في الشمال أمّا غرفة الدفن فهي مربّعة الشكل تقع في الزاوية الجنوبيّة الشرقيّة ولها نافذتان واطئتان تطلّان على الشارع وتعلوها قبّة مقرنصة مطابقة لنظيرتها في البيمارستان النوري.
نعاين شمال المدخل قبّة ضريح الأمير أقوش النجيبي مملوك السلطان الصالح ولاحقاً نائب بيبرس على دمشق.
أحمد فائز الحمصي العظماء الذين دفنوا في دمشق أو ماتوا فيها. الحوليّات الأثريّة العربيّة السوريّة المجلّد الخامس والثلاثون ١٩٨٥.
أكرم حسن العلبي. خطط دمشق ١٩٨٩.
المدرسة النوريّة الكبرى والتربة النجيبيّة
No comments:
Post a Comment