Wednesday, January 6, 2021

غرفة دمشق في نيويورك

كتب الكثير عن هذه التحفة التي تعود بعض مكوّناتها -استناداً إلى نقش كتابيّ- للعام ١٧٠٧. كانت الغرفة على الأرجح في أحد بيوت آل القوّتلي (*) عندما قام تجّار الشرقيّات أصفر وسركيس بفكّها وبيعها (مع غرفة ثانية) إلى عالم الآثار الثري الأمريكي الأرمني هاغوب كفوركيان Hagop Kevorkian (١٨٧٢-١٩٦٢)  ليهديها صندق كفوركيان Kevorkian Fund لاحقاً (عام ١٩٧٠) لمتحف الفنّ في نيويورك Metropolitan Museum of Art (أهديت الغرفة الثانية لمركز كفوركيان لدراسات الشرق الأدنى في جامعة نيويورك).  انتقلت ملكيّة بعض مكوّنات الغرفتين لاحقاً للبليونيرة هاوية التحف دوريس ديوك Doris Duke (١٩١٢-١٩٩٣) التي أعادت بنائها في فيلّا لها في هونولولو (هاواي).


تعتبر هذه القاعة أحد أجمل أمثلة العجمي المعروفة وتعكس بعتبتها وطزرها زخارف وتقنيّة مطلع القرن الثامن عشر فهي بذلك من أقدم الغرف الشاميّة وإن خضعت لتعديلات بداية من القرن الثامن عشر وحتّى مطلع القرن العشرين. 


قام الخبراء بفحص كتابات الغرفة الدمشقيّة (كعناصر زخرفيّة وتاريخيّة بالغة الأهميّة) بين الأعوام  ٢٠٠٣-٢٠١١ وأعادوا ترتيب ألواحها الجداريّة بناءً على هذه الكتابات التي جمعت الشعر مع المواضيع الدينيّة الإسلاميّة.


(*) تنسب أربع  قصور دمشقيّة لأسرة القوّتلي:

     - بيت سعيد القوّتلي شمال الجامع الأموي في الكلّاسة (القنصليّة البريطانيّة في منتصف القرن التاسع عشر).

     - بيت سليم القوّتلي جنوب شرق الجامع الأموي.

     - بيت حسن القّوتلي جنوب الشارع المستقيم في الشاغور بين بيت السباعي وبيت نظام.

     - بيت مراد القوّتلي في سيدي عامود (الحريقة) الذي اندثر في أعقاب القصف الفرنسي عام ١٩٢٥.


 لم أستطع العثور على معلومات تحدّد هويّة بيت القوّتلي الذي أخذت منه الغرفة الشاميّة. هل جمع أصفر وسركيس مخلّفات بيت مراد القوّتلي من الأنقاض بعد القصف؟ هل هناك بيت قوّتلي خامس؟ هذا بالطبع بفرض أنّ القاعة لم تؤخذ من بيت آخر من قصور دمشق العديدة.





Elizabeth Macaulay-Lewis. Bayt Farhi and the Sphardic Palaces of Ottoman Damascus. American School of Oriental Research, 2018. 


Elizabeth Macaulay-Lewis


Brigid Keenan & Tim Beddow. Damascus: Hidden Treasures of the Old City. Thames & Hudson 2000.


Stefan Weber. Ottoman Modernity and Urban Transformation 1808-1918. Proceedings of the Danish Institute in Damascus V 2009. 


No comments:

Post a Comment