Sunday, June 18, 2017

دليل الجندي الأمريكي إلى سوريّا ١٩٤٢



قاتَلَت الولايات المتّحدة الأمريكيّة في الحرب العالميّة الثانية على عدّة جبهات من أقصى الأرض إلى أقصاها. شَهِدَت سوريّا لفترةٍ قصيرة عام ١٩٤١ الصراعَ بين الإنجليز مع حلفائِهم من الفرنسييّن الأحرار من جهة، وقوّات Vichy من جهةٍ ثانية. لم يكن لأمريكا دورٌ في هذه المعركة بالذات وإن تحسّبَ المسؤولون فيها لإمكانيّة نشرِ جيوشهم إلى الشام، ومِنْهُ قرار قطاعيّ الحرب والبحريّة بطباعة دليل مختصر عن سوريّا عام ١٩٤٢، وتوزيعِهِ على الجنود. بالطبع ما هذا الدليل إلّا أحد عشرات الأدلّة المماثلة لمُخْتَلَف البلدان.

الكتيّب صغير الحجم (١١ في ١٣ من عشيرات المتر)، ضئيل الوزن، يسهُلُ وضعُهُ قي الجيب، ناهَزَ عددُ صفحاتِهِ الستّين، خُصِّصَ قسمٌ لا بأس بِهِ منها لتعليم الجندي بعض العبارات الكثيرة الاستعمال في الحياة اليومية وكيفيةَ لفظِها بعربيّة معقولة أو على الأقلّ مفهومة. هدف المنشور بالدرجة الأولى كسب ودّ السورييّن في الحرب ضد هتلر الذي "يسعى إلى السيطرة على العالم". ذكَّرَ الدليلُ القرّاءَ أنّ الكثير من السورييّن تلقّوا العلم في الجامعة الأمريكيّة في بيروت، وأنّ سوريا بلدٌ صديق، وأنّ السورييّن يحبّون الأمريكيّين بدلالة محاولتهم وَضْعَ أنفسِهِم تحت انتداب أمريكي في أعقاب الحرب العالميّة الأولى، وأنّهم بالتالي سيرحّبون بالجيش الأمريكي بكل تأكيد. كما يتّضح من الخريطة المُرْفَقَة، سوريّا تشمل لبنان ناقص لواء اسكندرون. هناك ذكرٌ مختصر لفلسطين.

عرّفَ الكاتبُ أو الكتّاب بضعاً من أهمّ المدن السوريّة باختصار: بيروت ملتقى الغرب مع الشرق، اللاذقيّة تزرع التبغَ الممتاز المُسْتَعْمَل في بعض الماركات الأمريكيّة، إلى آخِرِهِ. نالت دمشق حصّة الأسد في صفحةِ ونيّف. تحدَّثَ الباب التالي عن السورييّن البالغ عددهم ٣٫٥ مليون، منهم ربع مليون بدوي يعيشون على لحوم وألبان حيواناتِهِم، وتقتصر كماليّاتُهُم على القهوة والسكّر والتبغ. نَصَحَ الدليلُ القارئ في أكثر من موضع أن يتجنّب أي مناقشة في الدين، وذَكَرَ باختصار أركانَ الإسلام، وطلب من الجندي أن يعامل المسلمين برفق في شهر رمضان وأن يتوقّع سوءَ مزاجِهِم وتوتّر أعصابِهِم وعجزِهِم عن العمل بكفاءة خلال الصيام. بالطبع ليس كل السورييّن مسلمون.

أهرق الكاتب كميّةً لا بأس بها من المداد لتعليم الجندي الأمريكي أصولَ التعامل مع السورييّن اخترتُ منها ما يلي:

- لا تَضْرِب السوري وتذكّر أن الكثير من السورييّن يحملون الخناجر ويستعملونها بمهارة.
- لا تتبوّل أمام السوري.
- لا ترفض السيجارات أو القهوة عندما يقدّمها مُضِيفُك، وارتشف فنجانَكَ حتّى الثمالة.
- لا تغازل أو تتحرّش بالنساء وفي كلّ الأحوال لن نتجح مساعيك. البغايا يلتزمن أماكناً معيّنة ولن تجدهنّ في الشوارع.
- لا تبصق بالقرب من جامع ولا تدخّن.
- لا تتعرّى أمام السورييّن.
- لا تأكل الخنزير أمام السورييّن ولا تشرب الكحول ولا تقدّمه لهم.
- اطرق الباب عندما تدخل إلى بيت وإذا أجابتك امرأة، أعطها ما يكفي من الوقت لتنسحب.
- لا تجلب الكلاب إلى بيوت السورييّن.
- عندما تتعرّف على سوري اسأله عن صحّته.
- كن لطيفاً مع الشحّاذين وأعطهم بعض الفكّة (الفراطة).
- ساوم على الأسعار ولكن كُن مهذّباً.
- استعمل عقلَكَ وحُسْنَ محاكمتِكَ وتذكّر أنك ممثّلٌ غير رسمي لبلادِك وسفيرٌ لنواياها الحسنة.

ختاماً هناك بعض المعلومات المفيدة كالتعريف بالعملة المحليّة (الليرة السوريّة تعادل ٤٦ سنت أمريكي والليرة الفلسطينيّة ٤ دولارات)، والتقويم الهجري، والأوزان، والمقاييس.

No comments:

Post a Comment