Tuesday, August 29, 2017

قلعة دمشق


مع تناقص بناء القصور بداية من العهد السلجوقي، ركزّ الحكّام على بناء القلاع في زمنٍ شَهِدَ الكثير من الحروب وظهور العديد من الدويلات الإقليميّة على حساب الإمبراطوريّات الشاسعة في مطلع العهد الإسلامي. أصبحت هذه القلاع، علاوةً على وظيفنها الدفاعيّة، مقرّاً للأمراء والسلاطين الذين حكموا منها، ودُفِنَ بعضُهُم فيها كصلاح الدين مثلاً قبل نقل رفاتِهِ إلى مثواه الأخير في تربَتِهِ بحيّ الكلّاسة.

أخذت قلعة دمشق شكلها الحالي في عهد الملك الأيّوبي العادل، وعلّ أحد دوافِعِهِ إلى بناء القلعة تعلّقَ بخشيتِهِ من الصليبييّن أوّلاً، وأولاد أخيه صلاح الدين ثانياً وخصوصاً. أعاد العادل بناء أسوار القلعة في مطلع القرن الثالث عشر للميلاد، وحدَّثَها وفقاً لآخر تطوّرات الفنون الحربيّة. وصلت عمارة القلاع إلى درجة الكمال أو كادت في العهد الأيّوبي، وتناقصت أهمّيتُها شيئاً فشيئاً عبر القرون التالية، خاصّة بعد انتشار استعمال البارود.

تأخذُ أسوار القلعة شكلَ مستطيلٍ غير منتظم في شمال غرب المدينة، تتراوح أطواله بين ٢٢٥ إلى ٢٤٠ متراً، وعروضه بين ١٢٠ و ١٦٥ متراً، ويخترقه بابان رئيسان أحدهما في الشرق يطلّ على سوق العصرونيّة (وهو الأجمل والأغنى)، والثاني في الشمال يربطها بالخارج ويقع في برجٍ يطلّ على أحد الأقنية المتفرّعة من بردى. تحيط بالحصن أسوارٌ ضخمة، سماكتها ثلاثة أمتار ونصف المتر وارتفاعها الوسطي أحد عشر متراً ونصف المتر، تَصِلُ بين اثني عشر برجاً. تواجد قصر حكّام دمشق في القسم الغربي من القلعة حتّى جائحة المغول عام ١٢٦٠. أجرى السلطان المملوكي بيبرس بعض الترميمات بعد جلاء المغول، ومع الزمن تضاءلت أهميّةُ القلعة العسكريّة، ورُدِمَ خندقها الجنوبي في النصف الثاني للقرن التاسع عشر عندما بدأ القسم الغربي لسوق الحميديّة بأخذ شكله الحالي.   



 عبد القادر الريحاوي. العمارة في الحضارة الإسلاميّة". جامعة الملك عبد العزيز ١٩٩٠. 

Gérard Degeorge. Syrie. Art, Histoire, Architecture. Hermann, éditeurs des sciences et des arts 1983.

ʿAbd al-Qādir ar-Rīḥāwī. Al-ʿAmārā fi al-Ḥaḍārā al-ʾIslāmīyyā 1990. 

The Citadel of Damascus


No comments:

Post a Comment