Tuesday, October 24, 2017

داريّا


تقعُ بلدةُ داريّا جنوب غرب دمشق وهي عريقة القِدَم، تعود على الأقلّ إلى العهد الروماني. دُعيَت دارا في الأزمنة الغابرة، وذَكَرَها مؤرّخو العهود الإسلاميّة ومنهم ابن عساكر وياقوت الحموي. دُفِنَ فيها أكثر من ولي كأبي سليمان الداراني (٧٥٧-٨٣٠ للميلاد).

عُثِرَ على النحتين في الصورة الملحقة في حوش بلاس، جنوب داريّا. كلاهُما من الحجر الكلسي والقرن الثاني أو الثالث الميلادي. أبعادُهُما متطابقةٌ أو تكاد (٤٣-٤٤ في ٣٤ من عشيرات المتر) وكذلك الهيئة العامّة، مع تباين بعض التفاصيل: تحمِلُ المرأةُ في النحتِ الأعلى طفلاً رضيعاً بيدها اليسرى بينما تكشف يدُها اليمنى عن ثديِها. لا يمكن إنكار جمال هذه الصورة التي تجسّد الأمومة، بيد أنّ أبعادَها غير متناسبة؛ الرضيعُ صغير أكثر ممّا ينبغي مقارنةً مع الأمّ، ورأسه ضئيلٌ نسبةً إلى جَسَدِهِ.

يشبهُ النحتُ الثاني الأوّلَ إلى درجةٍ كبيرة، باستثناء أنّ المرأة تنظرُ نحو اليمين مع اختلافٍ طفيفٍ في زيّ وزينة شعرها، وغياب القلادة عن جيدِها. الفرق الأكبر بالطبع عدم وجود الرضيع. 

من مقتنيات متحف دمشق الوطني




Thomas M. Weber
.
 Sculptures from Roman Syria in the Syrian National Museum of Damascus. Vol I, from Cities and Villages in Central and Southern Syria. Wernersche Verlagsgesellschaft. Worms. 2006.

No comments:

Post a Comment