قدّمت لنا مجلّة سمير والفنّان المصري الموهوب أحمد ابراهيم حجازي هذا الثلاثي الظريف للمرّة الأولى في العدد ٥٣١ الصادر في ١٢ حزيران يونيو عام ١٩٦٦. بدأت ملحمة التنابلة عندما شبّت مظاهرات شعبيّة عارمة في "بلاد السلطان" ضدّ التنابلة الذين لا عمل لهم إلّا الأكل والشرب والنوم والعيش على مجهود الناس وكدّهم. أشار الوزير على السلطان بنفي التنابلة من الديار تهدئةً لنقمة الناس وجزاءاً وفاقاً على كَسَلِهِم الي أصبح مضرباً للمثل وهكذا كان.
باختصار شديد حطّ تمبول وشملول وبهلول رِحَالَهم في أرض مصر حيث أوقعهم تبطُّلُهم وبلادتُهم في أكثر من مأزق كما عندما تناولو آكاماً من الأطايب في أحد المطاعم لم يكن بمقدورهم دفع ثمنها وتعرّضو للشتيمة والضرب من صاحب المطعم الذي أجبرهم على غسل الصحون تعويضاً له عمّا ازدردوه.
أسعد الحظّ التنابلة بالتعرّف على سمير الحويط الذي بذل قصارى جَهْدَهُ في إعادةِ تأهيلِهم والبحث عن عملٍ مناسبٍ لصبيةٍ اتكّالييّن على شاكِلَتِهم وهنا كان لا بدّ من بعض المطبّات منها محاولتهم جمع نباتات القطن التي أصابها اللطع لإنقاذ المحصول عندما وصل الغباء بأحَدِهِم إلى جمع القطن السليم وآخر إطعام دويدة من أوراق الذهب الأبيض ممّا عرّضهم لعلقة ساخنة وخسارة عملهم الموسمي.
نجح سمير بالنيجة في إدخال التنابلة إلى عالم السينما ووقع الاختيار عليهم كنجوم لفيلم "إحنا التنابلة" الذي بشّر بنجاحٍ باهرٍ وعلّ السبب بكل بساطة عائد إلى تقمّص الأبطال أدوارَهم الحقيقيّة في الحياة أو بالأحرى "اللا أدوار". هاكنّ وهاكم مقدّمة الفيلم الغنائيّة الراقصة:
إحنا تنابلة الصبيان جايين من بلد السلطان
ناكل ونشرب وننام يا سلام يا سلام
لعب تمبول في هذا الفيلم دور السلطان الظالم الفاسد الذي تلّخصت مهامّ وزير تموينه في إطعامِهِ الولائم ووزير مواصلاتِهِ في حَمْلِهِ إلى المائدة ليأكل بشراهته المعروفة ما يكفي عائلاتٍ بكامِلِها. لم يتورّع تمبول عن قمع الناس بواسطة أجلافِهِ المسلّحين ومنهم حتّى أخويه شملول وبهلول اللذَين أودَعَهما السجن بيد أنّ المخرج خطّط للقصّة نهايةً سعيدةً تدور فيها على الباغي الدوائر ويتحرّر الناس من الطغيان والاستبداد. لم يُقَدّر لهذا أن يتحقّق مع الأسف بعد أن لعب المنتج القمار وخَسِرَ نقودَهُ وأفلس وبالتالي توقّف التصوير والتسجيل قبل إنجاز العمل الذي لم يرَ النور البتّة.
وهكذا، كما جاء تنابلة الصبيان، عادو إلى بلاد السلطان.
No comments:
Post a Comment