Friday, July 14, 2017

المكتشفات الأثريّة في سوريّا ١٩٥٢


يحتلّ العام ١٩٥٢ مكانةً متميّزةً في تاريخ الآثار والتنقيب في سوريّا عموماً ودمشق ومتحفها الوطني خصوصاً، إذ خصّصت له المديريّة العامّة للآثار والمتاحف كرّاساً كاملاً بطول ٥٠ صفحة لا أعرف التاريخ الدقيق لصدوره، وإن كان على الأغلب عام ١٩٥٣، بدلالة إشارة في الصفحة الخامسة إلى زيارة صاحب الفخامة الجنرال الشيشكلي إلى أطلال ماري، وصفحة ٣٧ إلى فخامة الرئيس فوزي سلو. لا يظهر إسم المؤلّف في أي مكان ولكنّه على الأغلب الدكتور سليم عبد الحقّ الذي تبوّأ وقتها منصب المدير العامّ للآثار.

شهد عام ١٩٥٢ اكتشافاتٍ هامّةً من التماثيل والفخّار في مدينة ماري، تعود إلى العهد الذي سَبَقَ تدميرَها على يد الأكادييّن نحو منتصف الألف الثالث قبل الميلاد، وأوغاريت (علّ أهمّها وثائق بالمسماريّة على لويحات تتناول الأمور التجاريّة والسياسيّة والقانونيّة)، والرصافة (قصر هشام ابن عبد الملك)، وتلّ الصالحيّة الذي يقع على بعد ١٥ كيلومتر شرق دمشق (تعود طبقاته العميقة إلى الألف الثاني قبل الميلاد)، والرقّة (قصر نسب وقتها للخليفة العبّاسي المعتصم بالله)، وجبل الدروز (مجموعة من التماثيل الرومانيّة)، وجبلة (كُشِفَ مسرحُها الذي يتّسع لثمانية آلاف متفرّج)، وتدمر التي كان القسم الأعظم من مسرحها مطموراً تحت الرمال وكُشِفَ بفضل جهود الجيش السوري الذي ساهم بتوفير اليد العاملة.

أشرفت المديريّة العامّة للآثار والمتاحف على ترميم قلعة الحصن، ودير أو قلعة القدّيس سمعان العمودي، وقلعة حلب (أشرف عليها تقنيّاً السيّد آغوب كيرشيان وخُصِّصَ لها ٤٠٠٠٠ ليرة)، وقلعة دمشق التي أُنْفِق عليها ٨٠٠٠ ليرة سوريّة وتولّى الأعمال فيها مهندس العمارة زكي الأمير، الذي أشرف أيضاً على ترميم قلعة حمص ورفع القوس الروماني في الشارع المستقيم (على بعد ٦١٨ متر من الباب الشرقي) إلى المستوى الحالي من موقعه الأصلي على عمق ٤٦٠ من عشيرات المتر تحت الأرض، أي تحت مستوى الصرف الصحّي؛ رُصِدَ لهذا المشروع مبلغ ٢٠٠٠٠ ليرة. أجرت المديريّة أيضاً ترميماتٍ في اللاذقيّة وقصر الحير الشرقي.

دعت المديريّة - على الغلاف الخلفي للكتاب - المهتمّينَ بتطوّر تاريخ الإنسانيّة إلى زيارة متاحف دمشق وحلب والسويداء وتدمر، والعديد من المواقع الأثريّة في سوريّا.

المطبعة الهاشميّة.

No comments:

Post a Comment