Tuesday, September 24, 2019

تطوّر اللاهوت الإسلامي


مرّت المسيحيّة عبر تاريخها الطويل بخلافات الثالوث والتجسّد وغيرها كما رأينا. ماذا عن الإسلام؟ وما مبلغ الشبه بين الحالتين؟

يتعرّض الدكتور Janosik للخلافات الإسلاميّة تحت ثلاثة أبواب كما يلي:


الخلاف الأوّل: العمل أم الإيمان؟

أصرّ الخوارج على أهميّة العمل بينما شدّد المرجئة (من الإرجاء) ومنهم الإمام أبو حنيفة على الإيمان وعدم جواز تكفير من شهد بوحدانيّة الله ودعوا إلى ترك الحكم إلى سبحانه ويوم القيامة. شهدت المسيحيّة جدلاً مماثلاً في مطلع القرن السادس عشر مع ظهور حركات الإصلاح الديني والبروتستانتيّة. 


الخلاف الثاني: إرادة الإنسان أم القضاء والقدر؟

تبنّى الجبريّون (الأمويّون منهم) القضاء والقدر وأنّ الإنسان لا يملك أن يغيّر ما قدّره الله بحكمته وقوّته اللامتناهيتين أمّا القدريّون والمعتزلة فقد ارتأوا أنّ العدالة الإلهيّة تستلزم أن يتمتّع الإنسان بالإرادة وحريّة الخيار وأن يكون بالتالي مسؤولاً عن أفعاله. 


الخلاف الثالث: القرآن مخلوق أم غير مخلوق؟

القرآن مخلوق في عرف المعتزلة بينما نادى أهل السنّة Traditionalists والحديث Tradionists أنّه أزلي (اللوح المحفوظ) وغير مخلوق. يمكن هنا المقارنة مع خلاف الثالوث في المسيحيّة:
- المسيح حسب Arius هو الكلمة Word أو Logos التي خلقها الأب بينما الأقانيم الثلاثة hypostases أي الأب والإبن والروح القدس متساوية وأزليّة حسب Athanasius.
- القرآن حسب المعتزلة هو الكلمة word التي خلقها الله بينما قال خصومهم بأنّه أزلي كما فسّروا  "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون".
إذاً القرآن في الإسلام = المسيح في المسيحيّة من هذا المنظور.

لجأ مفكّرو الإسلام لاستعمال علم الكلام للدفاع عن وجهات نظرهم ويتلخّص هذا باستعمال المنطق -على غرار الفلاسفة الإغريق- في محاولة لبرهنة الحقيقة كما رأوها. طالب المعتزلة باستعمال المنطق والعقل وبالمقابل تمسّك الإمام ابن حنبل وأتباعه ومريديه بالنصّ الحرفي وأتى أبو الحسن الأشعري (٨٧٤-٩٣٦ للميلاد) كحلّ وسط أجاز استعمال العقل والمنطق ولكنّه أعطاهما مرتبة ثانية بعد الوحي Revelation على اعتبار أنّ طبيعة الله مستعصية على فهم البشر. أقرّ الأشعري بمسؤوليّة الناس عن أعمالهم ولكنّه ارتأى في نفس الوقت -خلافاً للمعتزلة- أنّ القرآن غير مخلوق. 

يمكن لمن يرغب في الزيد من التوسّع الرجوع للجزء الأوّل من عمل Marshall Hodgson الموسوعي (الرابط أدناه) Venture of Islam

للحديث بقيّة. 




No comments:

Post a Comment