Saturday, September 7, 2019

عمارة جامع يني أميّة الكبير عبر التاريخ


ندين لكتاب خمس سنوات في دمشق (الطبعة الأولى عام ١٨٥٥) ومؤلّفها المبشّر الإيرلندي Josias Leslie Porter  بأوّل خرائط الجامع الأموي الجديّة (انظر أدناه) ولم تضف خريطة  phené Spiers أعلاه التي أتت بعدها بنصف قرن شيئاً يذكر من ناحية تحديد المعالم داخل أو خارج الحرم بل على العكس يمكن اعتبارها من هذه الناحية تقليد ناقص لمخطّط Porter إذ لا نعاين عليها المدرسة السميساطيّة ولا سوق العبيد (خان الحرمين أو خان الجوار). ماذا والحال كذلك كانت إضافة أو إسهام Spiers؟!



الجواب هو محاولة هذا الأخير تحديد عمر المكوّنات المختلفة للجامع وخصوصاً جدرانه التي صمدت لكثير من غوائل الدهر على مدى القرون ومع الأسف غياب الألوان في خريطته لا يساعد على التمييز بين الفترات وفي كلّ الأحوال بوّب الفنّان والمهندس مشاهداته واستنتاجاته كما يلي:

- الأعمال الوثنيّة: أقدم مكوّنات الحرم هي جداره الغربي الذي سبق العهد الروماني بينما ينتمي إلى هذا الأخير بوّابات propylaea المعبد الخارجي peribolos في الشرق والغرب وبوّابة الحرم الداخلي temenos الجنوبيّة.  

- الأعمال المسيحيّة (البيزنطيّة): البنية التحتيّة للمآذن الجنوبيّة (استشهاداً بابن الفقيه (مؤرّخ وجغرافي إيراني من القرن العاشر الميلادي وصاحب "مختصر كتاب البلدان") وعلى الأقلّ بعض الأروقة المعمّدة خارج الحرم.

- أعمال الوليد: المجاز المعترض (الذي اعتلته لاحقاً قبّة النسر) ومئذنة العروس والرواق الشمالي وحرم الصلاة (يختلف هذا الأخير عن العمائر الكنسيّة بتساوي عرض الممرّات الثلاث aisles بينما يكون الممرّ المركزي أعرض في دور العبادة المسيحيّة ويطلق عليه اسم nave).  

- أعمال لاحقة: المآذن الجنوبيّة وضريح النبي يحيى (القدّيس يوحنّا المعمدان)  وعديد من الأوابد على محيط الجامع كضريح صلاح الدين والمدرسة الظاهريّة وهلمّجرّا. 

الجامع بشكله الحالي محصّلة لعديد من الكوارث والترميمات التي تلتها ولئن حافظ على توزيعه وهيئته العامّة فقد درس الكثير من تفاصيله القديمة ليحلّ محلّها بدائل تطابق أو تخالف الأصل إلى درجات متفاوتة وقصّة تطوّره كتبت وأعيدت كتابتها عدّة مرّات على مدى العصور إلى أن أتى عهد التصوير الضوئي والتوثيق العلمي.  








No comments:

Post a Comment