المقصود هنا بوّابة المعبد الداخلي temenos الذي يحتلّ موقعه حاليّاً جامع بني أميّة الكبير. وصف الأستاذ Archibald Campbell Dickie هذه البوّابة بالتفصيل في تقرير "صندوق اكتشاف فلسطين" للعام ١٨٩٧ وأضاف إليه العالم والفنّان Phené Spiers في نفس العدد وعلّ أهمّ ما توصّلا إليه هو التشابه الكبير بين هذه البوّابة وبين بوّابة المعبد الخارجي peribolos الشرقيّة الواقعة على بعد حوالي ١١٦ متر إلى الشرق من باب جيرون. سيأتي وصف هذه البوّابة الأخيرة لاحقاً والنقطة التي يجب توكيدها هنا أنّ طراز العمار المتماثل في البوّايتين يدلّ على تاريخ واحد أو على الأقلّ متقارب للبناء يعود للعصر الروماني.
موقع البوّابة الجنوبيّة بالنسبة للجامع |
من الواضح أنّ البوّابة الجنوبيّة سابقة للعهد الإسلامي فهي لا تتمحور مع أي من عناصر الجامع وتقع إلى الشرق من منتصف الجدار الجنوبي والمجاز المعترض (المحراب الرئيس غائر في فتحتها الغربيّة) ويعلو ساكفها كتابة إغريقيّة مقتبسة من البيت الثالث عشر للمزمور الخامس والأربعين بعد المائة لا تزال موجودة حتّى اليوم وتقول هذه الكتابة "ملكك أيّها المسيح ملك كلّ الدهور وسلطانك في كلّ دور فدور".
تفاصيل سطح البوّابة لجنوبيّة المعمّد مع الساكف وموقع الكتابة الإغريقيّة |
إذاً من المحتمل أنّ بوّابة المعبد الداخلي الجنوبيّة استعملت لاحقاً كمدخل إلى الكنيسة أو على الأقلّ إلى الفضاء المسوّر المحيط بهذه الكنيسة ومن المعقول أنّ هذه البوّابة استعملت كذلك من قبل المسلمين والمسيحييّن للدخول إلى مسجد الصحابة (على اليمين في الشرق) وكنيسة يوحنّا البيزنطيّة (على اليسار في الغرب) قبل بناء جامع الوليد في مطلع القرن الثامن. حبّذ العالم Sir Keppel Archibald Cameron Creswell هذه الفرضيّة الأخيرة.
K. A. C. Creswell. A Short Account of Early Muslim Architecture, 1958.
No comments:
Post a Comment