Sunday, September 1, 2019

نهر الفيجة وأبانا وفرفر وقناطر مياه تدمر


أورد في الرابط الملحق نصّ الفصل الحادي عشر من الجزء الأوّل للمجلّد الثاني لكتاب "وصف الشرق" الصادر ١٧٤٣ للإنجليزي Richard Pococke. نقلت النصّ كما هو باستثناء تعديلات طفيفة لتحويل كتابة القرن الثامن عشر الإنجليزيّة إلى كتابة معاصرة وهذا السرد مع الرسم الملحق أفضل ما كتب عن معبد عين الفيجة في وقته ولا يزال مرجعاً في غاية الأهميّة تعتمد عليه الدراسات المعاصرة

تعرّضت لوصف المعبد في مكان آخر وهو بالغ الدقّة بمقاييس ذلك العصر وإن شابته بعض شطحات خيال المؤلّف التي استند فيها على كتاب العهد القديم ومراجع تاريخيّة مختلف عليها مع بعض الأساطير المحليّة. يعتقد أغلب المؤرّخين أنّ نهر أبانا في العهد القديم هو بردى بينما فرفر هو الأعوج وهناك من يميل إلى اعتبار فرفر أحد فروع بردى أمّا عن السيّد  Pococke فقد طرح فرضيّة مختلفة ومثيرة ألا وهي أنّ فرفر = الفيجة وتسائل إذا كانت التسمية مشتقّة من الفرات وما إذا كان هذا النهر الأخير مصدر عين الفيجة عن طريق قناة تمرّ تحت الأرض. يتابع الرحّالة فيقول أنّه اكتشف بقايا قنطرة aqueduct محفورة في الصخر تبعد ميلاً عن عين الفيجة وتابع آثارها لمسافة أربعة أميال وقيل له أنّها امتدّت في الأصل إلى تدمر لتزوّدها باحتياجاتها المائيّة. عزا البعض بناء هذه القنطرة للملك سليمان ممّا يؤيّد النظريّة القائلة بأنّه باني تدمر (مال الأقدمون لإرجاع كثير من الأوابد الضحمة -بعلبك مثلاً- إلى سليمان) ويختم الكاتب فيخبرنا برواية تعطي زنوبيا الفضل في بناء هذه القنطرة أو على الأقلّ تحسينها.   

No comments:

Post a Comment