Friday, September 27, 2019

Michel Seurat 1947-1986


تعرّفت على هذا الكاتب الألمعي للمرّة الأولى من خلال مقال عن سوريا وطوائفها ومجتمعها نشر في كتاب "سوريا اليوم" بالفرنسيّة عام ١٩٨٠. السيّد Seurat فرنسي من مواليد بنزرت في تونس عام ١٩٤٧. انتقات عائلته إلى فرنسا عام ١٩٦١ ثمّ ذهب منها إلى بيروت ١٩٧١ ومنها إلى دمشق التي أقام فيها ١٩٧٢-١٩٧٤ ثمّ ١٩٧٥-١٩٧٨ حيث التحق بالمعهد الفرنسي للدراسات العربيّة قبل أن يعود إلى بيروت. أخذ رهينة في ٢٢ أيّار عام ١٩٨٥ وأعلنت منظّمة الجهاد الإسلامي قتله بتهمة التجسّس في ٥ آذار ١٩٨٦.

عن حياته الشخصيّة كان Seurat متزوّجاً من سيّدة سوريّة حلبيّة من مواليد ١٩٤٩ تدعى ماري معمرباشي عرف عنها معارضتها للحكومة السوريّة في بدايات المأساة التي لا تزال البلاد تعيشها منذ ٢٠١١ ولها مقال في دوريّة Le Monde نشر في ١٧ أيلول ٢٠١١ (الرابط أدناه)  بعنوان "عار على المسيحييّن السورييّن" الذين اتّهمتهم "بالتعاون مع نظام بشّار الأسد". 

عودة على الكاتب الراحل وكتاب "دولة الهمجيّة" الذي رأى النور عام ١٩٨٩ بعد موت مؤلّفه بعدّة سنوات. الكتاب بالأحرى مجموعة مقالات مصنّفة تحت أربعة أجزاء:

مقالات الجزء الأوّل كتبت تحت أسماء مستعارة مختلفة وأحياناً دون أسماء وتتحدّث بالدرجة الأولى عن الصراع على السلطة في سوريا أواخر السبعينات إلى مطلع الثمانينات وخلفيّاته. أنا وجيلي وعديد من السورييّن الذين لا يزالون على قيد الحياة في خريف العمر عشنا هذه الأحداث الأليمة ونعرفها جيّداً بغضّ النظر عن موقفنا منها.

الجزء الثاني يتحدّث عن طرابلس الشام في لبنان وسياساتها وطوائفها بعد مقدّمة قصيرة يقول فيه الكاتب نقلاً عن الجغرافي J Weulersse أنّ نموذج المدينة العربيّة الشرقيّة من الناحية الطائفيّة يتألّف من أغلبيّة سنيّة (مسلمة) + أقليّة أورثوذوكسيّة (مسيحيّة). 

الجزء الثالث -ووجدته الأكثر إثارة للاهتمام- يتعرّض لخلفيّات الانتداب الفرنسي على سوريا ولبنان وتطوّر الصناعة وحالة الفلّاحين في الشرق بداية من عهد محمّد علي في مصر.

رابعاً وأخيراً يخصّص المؤلّف الجزء الأخير للقضيّة الفلسطينيّة مع تركيز على غسّان كنفاني وبعض أعماله. 

ناصر Seurat الفلسطينييّن والاتّجاهات التقدّميّة في العالم العريي وراقب عن كثب التطوّرات على أرض الواقع في دراساته الميدانيّة وكتب ما اعتقده دون تلطيف أو تمويه ولم يوفّر نقده جهات وأشخاص كائناً من كانوا وعلّ هذا كان سبب مصرعه في أوج عطائه وعنفوان شبابه. 

للحديث بقيّة.








No comments:

Post a Comment