Saturday, December 14, 2019

تاريخ الجامعة السوريّة


يستعرض الأستاذ الدكتور عبد الكريم رافق في ثلاثمائة وعشرين صفحة ونيّف تاريخ الجامعة السوريّة منذ أن صدرت الإرادة السلطانيّة عام ١٩٠١ بإنشاء مدرسة طبيّة في دمشق وحتّى الاستقلال عام ١٩٤٦. لربّما كان في تعبير "جامعة" قدر لا بأس به من المغالاة والتفخيم إذ اقتصرت مؤسّساتها العلميّة كما سنرى على مدرسة للطبّ  وملحقاتها تلاها مدرسة للحقوق وبعض المؤسّسات الإضافيّة (المتحف ومجمع اللغة العربيّة). يمكن بالأحرى القول أنّ ما تشكّل في النصف الأوّل من القرن العشرين كان نواة الجامعة السوريّة التي توسّعت بعد جلاء الفرنسيّين لتمتدّ إلى حلب ثمّ اللاذقيّة وغيرها بينما اقتصرت "الجامعة السوريّة" في الفترة قيد الدراسة على مدينة دمشق حصراً.  

أورد الدكتور رافق في هذا البحث الشامل والغني كمّاً كبيراً من المعلومات وجميعها موثّق مع ثبت المراجع كما عوّدنا في مؤلّفاته سواءً كنت باللغة العربيّة أم الإنجليزيّة ولم يغفل إدراج الكثير من الصور التاريخيّة ومع الأسف نوعيّتها متوسّطة في أحسن الأحوال وهو المأخذ الأوّل على الكتاب. 

المأخذ الثاني عدم وجود فهرس ألفبائي أو أبجدي يسهلّ عمل الباحث وهذا أمر يصعب قبوله خصوصاً في عمل مدرسي صدر في القرن الواحد والعشرين (عام  ٢٠٠٤ على وجه التحديد). 

إذا ضربنا صفحاً عن هذين التحفّظين فالكتاب منجم ذهب من المعطيات والإحصائيّات والحواشي ورحلة ممتعة إلى الماضي عندما كان السوريّون يحاولون بناء دولتهم ويبحثون عن هويّتهم وقد يرى البعض أنّ هذين المسعيين مستمرّان إلى اليوم. 

أرفق في الرابطين أدناه سيرة المؤلّف. باختصار ولد الدكتور رافق في إدلب عام ١٩٣١ وأمضى نصف قرن بالتمام والكمال في الجامعة السوريّة طالباً ثمّ أستاذاً بين الأعوام ١٩٥١ و ٢٠٠٠ عندما تقاعد. كتبه ومقالاته وأعماله كثيرة لا مجال لذكرها هنا ويعتبر رائداً في دراسة سجلّات المحاكم الإسلاميّة كمصدر للتاريخ الاجتماعي والعمراني. 

سأحاول التعرّض بإيجاز لبعض مواضيع الكتاب في الأيّام المقبلة ومن المؤكّد أنّها لن تفيه حقّه. أرجوا أن تعاد طباعته في مستقبل قريب ليطّلع عليه أكبر عدد ممكن من السوريّين والمهتمّين بالتراث السوري. 

الصورة للمشفى الوطني والتكيّة السليمانيّة التي ضمّت مبانٍ متعدّدة للمعهد الطبّي والجامعة منها فرع طبّ الأسنان والسنة التحضيريّة للطبّ والصيدلة والمخابر والمكتبة والمطبعة. 





No comments:

Post a Comment