Friday, December 20, 2019

الجامعة السوريّة في مطلع عهد الانتداب الفرنسي


فرض سقوط الحكومة العربيّة ونهاية العهد الفيصلي على الجامعة السوريّة الفتيّة تحدّيات جديدة تتعلّق بالدرجة الأولى باستمراريّتها. طالب عدد من الخبراء الفرنسيييّن بإلغاء المعهد الطبّي في دمشق لأكثر من سبب والاستعاضة عنه بمعهد طبّي فرنسي وبالمقابل حبّذ آخرون تطوير المعهد العربي عوضاً عن فرنسته ومنهم الجنرال المخضرم Henri Gouraud الذي يترافق اسمه كعسكريّ جلف في ذهن السورييّن بيوسف العظمة ومعركة ميسلون دون التعرّض للوجه الثاني من شخصيّته كأكاديمي وراعي للآثار والتراث وكاتب مغرم بالتاريخ.

أسّس غورو المعهد الفرنسي للآثار والفنون الإسلاميّة Institut Francais d'Art et d'Archéologie Musulmans  في قصر العظم في قرار صدر في ١٤ تشرين أوّل ١٩٢٢ بعد أن اشترته الحكومة الفرنسيّة بمبلغ ضخم من ورثته البالغ عددهم ٦٨ شخصاً في ٢٨ نيسان من نفس العام وإلى غورو يعود الفضل في شحذ همّة العلّامة الفرنسي الأب Henri Lammens لكتابة مؤلّف عن تاريخ سورية صدر عام ١٩٢١. أضف إلى هذا وذاك الانتباه الذي خصّ به الجنرال الفرنسي الشهير معهد دمشق الطبيّ في رسالة إلى وزير الخارجيّة الفرنسي بتاريخ ١٠ آب ١٩٢١ نوّه فيه بشهرة المعهد في العالم الإسلامي مقترحاً لتحسينه إعطاء الرقابة والإدارة فيه لأطبّاء فرنسييّن. 

مع ذلك من البدهي أنّ شرف تطوير التعليم العالي في بلاد الشام في هذه المرحلة العصيبة يرجع بالدرجة الأولى لهمّة رجالات سوريا وعلى رأسهم الدكتور رضا سعيد الذي استمرّ في عمله كعميد للمعهد الطبّي بينما استلم عبد القادر العظم عمادة معهد الحقوق وتقرّر ربط المعهدين بوزارة المعارف. صدر قرار تأسيس الجامعة السوريّة في ١٥ حزيران ١٩٢٣ لتضمّ المؤسّسات التالية:

- معهد الحقوق.
- معهد الطبّ.
- المجمع العلمي.
- المتحف

أصبح الدكتور رضا سعيد بناءً عليه يشغل ثلاثاً من أرفع الوظائف: رئيس الجامعة وعميد المعهد الطبّي وأستاذ أمراض العين. تأسّست قبل هذا (عام ١٩٢١) مصلحة الصحّة والإسعاف العامّ Direction Générale de l’Hygiène et Assistance Publique برئاسة الدكتور يوسف عرقتنجي وخوّل إليها حقّ تفتيش المشافي والتأكّد من صحّة الألقاب الطبيّة وعمل الصيادلة. 

للحديث بقيّة.













    


No comments:

Post a Comment