Sunday, December 22, 2019

توسّع الجامعة السوريّة تحت الانتداب الفرنسي‎


بالكاد يكفي وجود معهد للطبّ -مع ملحقاته من صيدلة وأسنان وقبالة وتمريض- وآخر للحقوق لإضفاء لقب جامعة على مؤسّسات التعليم العالي السوريّة حسب المفاهيم العصريّة ومن هنا دعوة الشيخ بهجة البيطار عضو المجمع العلمي في دمشق في مطلع عام ١٩٢٥ لإنشاء مدارس إضافيّة وتحديداً كليّة للآداب العربيّة وثانية للإلهيّات (التعبير التركي لكليّة الشريعة). تعيّن على كليّة الشريعة أن تنتظر عهد الاستقلال وعام ١٩٥٤ وبالتالي فتغطيتها (شأنها في ذلك شأن كليّة أو كليّات الهندسة والعلوم بما فيها الإنسانيّة وغيرها- خارجة عن نطاق دراسة الدكتور عبد الكريم رافق التي تغطّي الفترة حتّى عام ١٩٤٦. ماذا عن الآداب؟

تأسّست المدرسة العليا للآداب بقرار صدر في الأوّل من آب ١٩٢٨ عندما كان محمّد كرد علي وزيراً للمعارف وكان اسمها في البداية مدرسة الدروس الأدبيّة العليا حتّى ١٦ أيلول عام ١٩٢٩ وحدّدت تخصّصاتها في اللغة العربيّة واللغة الفرنسيّة والفلسفة واتّخذت مقرّاً لها بناء معهد الحقوق (لاحقاً وزارة السياحة على ضفّة بردى) . عانت المدرسة من نقص التمويل وتأثّرت بالاضطرابات السياسيّة والأزمة الاقتصاديّة في مطلع الثلاثينات ولم تدمج موازنتها مع موازنة الجامعة بينما أعطي الأساتذة تعويضات عن محاضراتهم عوضاً عن رواتب ثابتة. قام وزير المعارف حقّي العظم بإصدار قرار إلغاء المدرسة في السادس عشر من تشرين الثاني ١٩٣٣ وتأخّر تنفيذه للسماح لطلّاب الصفّين الثاني والثالث بالتقدّم لامتحان التخرّج. إذاً أجهضت مدرسة الآداب في منتصف الثلاثينات ولم يعد افتتاحها حتّى بداية النصف الثاني للأربعينات ومن حسن الحظّ لم ينعكس إلغاؤها سلباً على المعهد الطبّي ومعهد الحقوق. 

مع حلول عام ١٩٢٦ أصبحت شهادة المعهد الطبّي معترفاً عليها في العراق والحجاز وإمارة شرق الأردنّ وليس في فلسطين مصر. بذل الأساتذة السوريّون ما في وسعهم لإعداد الكتب العربيّة وتعريب المصطلحات الطبيّة ونشروا مقالات في مجلّة المعهد الطبّي العربي التي رأت النور عام  ١٩٢٤ وعهد في رئاسة تحريرها للدكتور مرشد خاطر أستاذ الأمراض والسريريّات الجراحيّة واستمرّت حتّى عام ١٩٤٧ (اشتركت لعام واحد في المجلّة الطبيّة العربيّة في مطلع الثمانينات ويؤسفني القول أنّ مستواها كان محزناً لا يقارن لا كمّاً ولا نوعاً مع الحوليّات الأثريّة السوريّة مثلاً).

أنشأ الدكتور رضا سعيد مطبعة خاصّة للجامعة السوريّة عام ١٩٣١ لمؤلّفات الأساتذة والمجلّة المذكورة التي بدأت في مطابع خاصّة (الإصلاح ثمّ فتى العرب ثمّ المطبعة البطريركيّة الأورثوذوكسيّة) قبل أن تنتقل إلى مطبعة الجامعة. شجّع الدكتور سعيد أيضاً مكتبة الجامعة على اقتناء الكتب والدوريّات العربيّة والأجنبيّة. 

للحديث بقيّة.






No comments:

Post a Comment