Monday, December 23, 2019

تنظيم مهنة طبّ الأسنان تحت الانتداب الفرنسي‎


ميّز قانون صدر في السادس عشر من تشرين الثاني عام ١٩٢٣ عن المندوب السامي الفرنسي في المشرق Maxime Weygand بين الجرّاحين أطبّاء الأسنان من خرّيجيّ المعاهد الطبيّة -بما فيها معهد دمشق- وبين من تعاطى طبّ الأسنان دون شهادات اختصاصيّة فمنع ممارسة هذه الفئة الأخيرة ما لم تنجح في امتحان أمام لجنة فرنسيّة كما حظر هذا القانون استعمال ممارسيّ طبابة الأسنان المخدّر "بنج" دون الاستعانة بطبيب كفء أو جرّاح في طبّ الأسنان ومنع غير المؤهّلين من كتابة الوصفات. 

بلغ عدد "حكماء" الأسنان في سوريا عام ١٩٢٧ ما عدده ١٤٣ منهم ٦٠ من أصحاب الشهادات و ٨٣ من المتمرّنين الذين أجازتهم المفوّضيّة العليا أمّا عن توزيعهم فقد شمل ولايتيّ الشام  (٦٩) وحلب (٥٤)  ولواء اسكندرون (١٠) وأعداد قليلة في دير الزور وحماة وحمص وحوران. 

استمرّ النزاع على مسألة من هو مؤهّل للممارسة بين أخذ وردّ عدّة سنوات إلى أن أصدر رئيس الوزراء ووزير الخارجيّة الشيخ تاج الدين الحسني قراراً في الرابع من كانون الأوّل عام  ١٩٢٩ خوّل الحقّ بحمل لقب دكتور في جراحة الأسنان إلى الحائزين على شهادة من معهديّ الطبّ الأمريكي والفرنسي (لبنان) والمعهد الطبّي في دمشق أو شهادة دوليّة معترف بها. سمج لممارسي طبابة الأسنان الذين لم يتلقّوا تدريباً نظاميّاً بممارسة المهنة بشكل مؤقّت في المناطق التي لا يقيم فيها طبيب أسنان مجاز (وكانت كثيرة في ذلك الوقت). 

أذاعت وزارة الداخليّة السوريّة في تشرين ثاني عام  ١٩٣١ أسماء أطبّاء الأسنان المسموح لهم باستعمال لقب دكتور وبلغ عددهم سبعة عشر من المعهد الطبّي العربي في دمشق بينهم مسيحيّان ويهودي (حاييم شالوح) وستّة من الجامعة الأمريكيّة في بيروت (منهم ابراهيم قندلفت) وواحد من المعهد الطبّي الفرنسي في بيروت وواحد من جامعة أمريكيّة في ولاية Missouri. أوّل دفعة تخرّج من شعبة الأسنان في المعهد الطبّي في دمشق كانت عام  ١٩٢٥ وبلغ عدد خرّيجيها  ١٢.

الصورة أعلاه مع معظم الصور التي عرضت حتّى الآن محفوظة في الأرشيف الفرنسي في مدينة Nantes.

للحديث بقيّة. 









No comments:

Post a Comment