Saturday, December 28, 2019

الجامعة السوريّة والطبابة في عهد الانتداب


التزم المعهد الطبّي والمشفى الوطني بمداواة الفقراء بالمجّان في عياداته الخارجيّة بما في ذلك الأدوية من صيدليّة الإسعاف العامّ. ارتبط المستشفى الوطني في الأصل بالمدرسة الطبيّة العثمانيّة التي افتتحت كما رأينا عام ١٩٠٣ وأعيد افتتاح المعهد الطبّي في دمشق في العهد الفيصلي وألحق بإدارة الصحّة العامّة. تأسّست عام ١٩٢١ مصلحة الصحّة والإسعاف العامّ برئاسة الدكتور يوسف عرقتنجي وخوّلت ضمن صلاحياتها مسؤوليّة تفتيش المشافي. 

ضمّ المعهد الطبّي عام ١٩٢٧-١٩٢٨ خمسة وعشرين من الأساتذة من خرّيجي القسطنطينيّة أو مدرسة الطبّ العثمانيّة في دمشق و ١٥٩ من الطلّاب. أورد الدكتور عبد الكريم رافق أسماء بعض الأساتذة (إثنان منهم فرنسيّان) اخترت منهم الدكاترة رضا سعيد رئيس الجامعة وعميد المعهد الطبّي وأستاذ أمراض العيون ومرشد خاطر ومنيف العائدي وشوكت الشطّي (والد الدكتور إياد الشطّي أستاذ التشريح المرضي وعميد جامعة دمشق ووزير الصحّة في أواخر القرن العشرين) وحمدي الخيّاط (استمرّ ابنه الدكتور هيثم الخيّاط على خطاه في التعليم) وعبد الوهاب قنواتي. كلّف الأمير طاهر الجزائري بتدريس الفرنسيّة وعيّن حسني سبح رئيساً لمخبر السريريّات الطبيّة وإبراهيم قندلفت مساعد مخبر.   

أضيف المزيد من الأساتذة في مطلع الثلاثينات منهم صلاح الدين الكواكبي مساعد مخبر الكيمياء وأنسطاس شاهين أستاذ الأنف والأذن والحنجرة (مارس ابنه الدكتور نقولا شاهين نفس الاختصاص لاحقاً).

عن نشاطات المعهد الطبّي أجريت عام ١٩٢٨ مئات من العمليّات منها ٤٧٦ جراحيّة و ١٠٤ عينيّة و  ١٠٥ نسائيّة. عالج المستوصف الطبّي ٦٨٣٨ مريضاً وبلغ عدد الداخلين للمشفى ١٨٣٦ والخارجين ١٥٨٨ والوفيّات ١٧١. 

بلغت نسبة السورييّن في المعهد الطبّي ٦٨% عام  ١٩٢٧-١٩٢٨ واللبنانييّن ١٠% والمصرييّن قرابة ٩%. انتشر الخرّيجون في أرجاء سوريا وتواجد في دمشق ١٢٣ طبيب عام ١٩٢٩ في وقت قدّر عدد سكّان المدينة فيه بثلاثمائة ألف نسمة (طبيب لكل ٢٤٣٩ شخص) وفي حلب ١٠٨ أي طبيب لكل ٢٣١٥ شخص إذا قبلنا عدد سكّان حلب بحدود ربع مليون نسمة. لم يتجاوز عدد الأطبّاء في منطقة حمص ٤٦ وحماة ١١ أمّا لواء اسكندرون فقد كان أوفر حظّاً إذ تمتّع بإثنين وعشرين طبيباً. ندر الأطبّاء الحكوميّون في حوران والفرات والجزيرة ويبدوا أنّ الدكتور رافق لم يجد أرقاماً تستحقّ الذكر. 

للحديث بقيّة. 





الصور المرفقة من الأرشيف الفرنسي في مدينة Nantes وتعود لعام ١٩٢٦ على وجه التقريب.





No comments:

Post a Comment