Thursday, December 19, 2019

الجامعة السوريّة في العهد الفيصلي



بلغت الفترة بين جلاء الجيش العثماني في خريف ١٩١٨ ودخول الفرنسييّن إلى دمشق صيف ١٩٢٠ أقلّ من عامين بقليل ومع ذلك كان لها إنجازات لا تنكر على الأصعدة العلميّة والأدبيّة والفكريّة بغضّ النظر عن أي اعتبارات سياسيّة. وضعت الحكومة العربيّة أسس التعليم العالي وأعادت افتتاح مدرستيّ الطبّ والحقوق (افتتح معهد الحقوق في الخامس والعشرين من أيلول ١٩١٩ واتّخذ دار المعلّمين القديمة على ضفّة بردى مقرّاً له) فتأسّست بذلك الجامعة السوريّة وهي أقدم جامعة حكوميّة في البلاد الناطقة بالعربيّة وأضيف إلى المعهد الطبّي الذي ورث الطبّ والصيدلة عن العهد العثماني فرع لطبّ الأسنان مع شعبة للقبالة وثانية للتمريض. عيّن الدكتور رضا سعيد الذي كان وقتها يشغل منصب مدير مستشفى الغرباء عميداً للمعهد الطبّي (لنا عودة إلى ترجمته). تاريخ افتتاح المعهد الطبّي العربي ٢٣ كانون ثاني ١٩١٩. 


تأسّس معهد الحقوق العربي -بالأحرى أعيد تأسيسه- عام ١٩١٩ بداية بالتماس إلى ساطع الحصري مدير المعارف في حكومة رضا باشا الركابي (أوّل حكومة عربيّة في سوريا) ولا يجب إغفال المجمع العلمي أو مجمع اللغة العربيّة Arab Academy الذي رأى النور في الثامن من حزيران ١٩١٩ برئاسة محمّد كرد علي وكان له فرعين علمي وأدبي واتّخذ المدرسة العادليّة الكبرى مقرّاً له وألحقت به دار الكتب في المدرسة-المكتبة الظاهريّة بإشراف الشيخ طاهر الجزائري وألحق به أيضاً متحف الآثار (أيضاً في العادليّة). كان مستوى المجمع في النصف الاوّل من القرن العشرين أعلى بكثير ممّا آل عليه فيما بعد إذا قبلنا شهادة الدكتور أكرم حسن العلبي. 

نصّت أنظمة الجامعة السوريّة على منع الاجتماعات والاحتجاجات والخطب والمحاضرات السياسيّة في الجامعة وفروعها وحدّدت عدد سنوات الدراسة في المعهد الطبّي بخمسة وفي معهد الحقوق بثلاثة. لغة التدريس عربيّة واستمرّت كذلك حتّى اليوم. 

تخرّجت الدفعة الأولى من المعهد الطبّي العربي عام ١٩٢٠ وبلغ عدد الأطبّاء المتخرّجين -طلبة مدرسة الطبّ العثمانيّ سابقاً- ٤٨ بينهم الدكتور حسني سبح

للحديث بقيّة 






أكرم حسن العلبي. خطط دمشق. دار الطبّاع ١٩٨٩.

No comments:

Post a Comment