Tuesday, December 3, 2019

متحف دمشق الوطني: قاعة السويداء


لا تقتصر موجودات هذه القاعة على آثار السويداء بل تمتدّ لتشمل حوران الرومانيّة التي يلحق فيها اللجاة والنقرة والجيدور والجولان مع مدنها العريقة من بصرى إلى شهبا والقنوات وسيع وغيرها. استفاد سكّان هذه المنطقة من العرب الأنباط من السلام الروماني لتطوير بلادهم التي أصبحت مركزاً زراعيّاً هامّاً في العالم القديم المتمركز حول البحر المتوسّط وطريقاً تجاريّاً من الدرجة الأولى. ترك لنا السلف في حوران أوابداً في منتهى الجمال من المعابد والمسارح والحمّامات وأقواس النصر والقصور والبيوتات الخاصّة والمنشئات العسكريّة والمدافن لا تزال بقاياها متناثرة في جنوب سوريا.   

يرتبط النحت الحوراني يالفكر الديني الذي اختلطت فيه الآلهة المحليّة العربيّة والنبطيّة مع أقرانها الإغريقيّة والرومانيّة. استعمل الفنّانون في هذه الربوع البركانيّة الحجر البازلتي القاسي ونجحوا في تطويعه بشكل أو بآخر بمهارة ومهنيّة. مع هذا يذكّرنا الدكتوران سليم وآندريه عبد الحقّ بأنّ هؤلاء النحّاتين كانوا بعيدين عن عواصم الفنّ العظيمة وبالتالي لم يتمكّنوا من الاستفادة من تعليم منهجي في مدارس رسميّة فاتّسمت أعمالهم بأشكال خرقاء قصيرة وثخينة لا تناسب فيها وتميل زينتها وتفاصيلها إلى المغالاة. مع القرار بهذه الهفوات تبقى هذه التماثيل برؤوسها المربّعة وسحنتها الباسمة وثيابها الباذخة مع طيّاتها السحريّة من آيات الفنّ وتترك في ناظرها انطباعاً لا ينسى. 

لا تكفي قاعة السويداء لعرض جميع المقتنيات الحورانيّة المنشأ والتي تعود إجمالاً إلى العهد الروماني والقرون الأولى للميلاد وبناءً عليه هناك عدد منها في الممرّات والأبهاء والخزائن الزجاجيّة التي تحويها حيث نرى الفخّار والزجاج والمشغولات البرونزيّة وهلمّجرّا.

الصورة أعلاه للإلهة الرومانيّة Minerva (اللّات العربيّة) وعلى جانبيها إلاهتين للنصر Nike

على يسار التمثال الكبير نرى إلهة نصر تقف على قاعدة يبلغ ارتفاعها  ٨٦ عشير المتر أمّا على يمينه فهناك Nike ثانية تقف على كرة أرضيّة يبلغ ارتفاعها ٧١ عشير المتر و ١٠٨ عشير المتر إذا أضفنا القاعدة ونلاحظ عدم تناسب الرأس الكبير مع الجسد. التمثالان بازلتيّان من السويداء.

يستحقّ تمثال الربّة في المنتصف منشوراً مستقلّاً.    












Sélim et Andrée Abdul-HaqCatalogue Illustré du Département des antiquités Greco-Romaines au Musée de Damas, 1951.



No comments:

Post a Comment